أحداث اليوم - أحداث اليوم-خاص- في لحظة فارقة تعكس رؤية المملكة للمستقبل، أعلن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، في 20 شباط 2025، عن اعتماد رمز جديد للعملة الوطنية "الريال السعودي". خطوة تاريخية تأتي في وقت حاسم، حيث تسعى المملكة لتحديث هويتها الوطنية وتعزيز مكانتها الاقتصادية والثقافية على الساحة العالمية.
الرمز الجديد، الذي صُمم بروح الخط العربي العريق، لا يعكس فقط التراث السعودي الغني، بل يعزز من مكانة الريال السعودي كعملة رائدة في العالم، في خطوة متسقة مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتأكيد دور المملكة كقوة اقتصادية عالمية.

الرمز الجديد، الذي يتضمن كلمة "ريال" بتصميم عصري مستوحى من الخط العربي، يُتوقع أن يُسهم في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الثقافي، ويُبرز مكانة الريال السعودي كعملة تتمتع بالقيمة والاستقرار. ويُنتظر أن يتم تدريجياً استخدام الرمز في التعاملات المالية والتجارية والتطبيقات المختلفة، بما يتماشى مع التنسيق بين الجهات المختصة في المملكة.

الباحثون الاقتصاديون أشاروا إلى أن الرمز الجديد يعزز من مكانة الريال السعودي ضمن العملات العالمية ويُساهم في تقوية الثقة بالاقتصاد السعودي. وقد تم تصميم هذا الرمز وفقاً لأعلى المعايير الفنية التي تضمن توافقه مع المتطلبات العالمية، ليحمل في طياته دلالة ثقافية وفنية تجمع بين الأصالة والحداثة. وفي هذا السياق، يرى العديد من الخبراء أن هذا الرمز سيكون بمثابة هوية بصرية تدعم التواجد المالي للمملكة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وكان البنك المركزي السعودي "ساما" قد قاد المشروع بالتعاون مع وزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، حيث عملت هذه الجهات معاً على تطوير رمز العملة بما يتناسب مع الهوية الوطنية للسعودية. وكان المشروع قد مر بعدة مراحل تصميمية قبل أن يتم إقراره، حيث ركزت المرحلة الأولى على تمثيل الرمز للمزيج بين الأصالة والحداثة في الثقافة السعودية. أما المرحلة الثانية، فقد تضمنت تقييمات ومراجعات فنية لضمان التطبيق السهل والفعال للرمز في مختلف الأنظمة المالية.

وأكد الباحث الاقتصادي فضل أبو العينين في حديث صحفي أن اعتماد رمز للريال السعودي يمثل خطوة تاريخية على غرار ما فعله العديد من الاقتصاديات الكبرى حول العالم، مثل الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني، حيث يساهم الرمز في تحديد هوية العملة بشكل مرئي ويساعد في تعزيز مكانتها ضمن العملات العالمية.

من جهته، أشار الباحث الاقتصادي محمد العنقري إلى أن هذه الخطوة تعكس التطور الكبير الذي يشهده اقتصاد المملكة في ظل رؤية 2030، وأن رمز الريال السعودي سيعزز من مكانتها في المنظومة المالية العالمية.

إن اعتماد هذا الرمز للريال السعودي يعد بمثابة ترفيع للمملكة إلى مصاف الدول الكبرى في الاقتصاد العالمي. ومع تواصل المملكة في مسيرتها نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030، يثبت الريال السعودي مكانته القوية بين العملات الكبرى ويعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد السعودي.