الرئيسية
أحداث دولية
أحداث اليوم - أحداث اليوم - خاص
لم تهز تفجيرات الحافلات "الفارغة" في مدينة "بات يام" وسط تل أبيب عاصمة دولة إسرائيل فحسب، بل هزت كيان صنّاع القرار، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، مذكرة إياه بالتفجير الشهير الذي هز كيان دولته قبل تسعة وعشرين عامًا في شهر آذار 1969، وأسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "شمعون بيرز" في انتخابات 1996، وجاء بـ "نتنياهو" إلى سدة الحكم لأول مرة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية هي أيضًا اهتزت، فالأمر، وإن بدى كأنه عادي، ولا سيما بعد هزة "طوفان الأقصى"، غير أن التعبيرات تؤكد أن الأمر ليس عاديًا، فالقناة 12 العبرية نقلت عن رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس قوله: يجب التعامل مع حادث انفجارات الحافلات الليلة على أنه هجوم ضخ.
وقال قائد منطقة تل أبيب:
عملية العبوات الناسفة واسعة النطاق وتم الدفع بقوات احتياطية في عدد كبير من النقاط.
صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلت عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء:
"نتنياهو" يوجه بتنفيذ عملية هجومية على الضفة عقب تفجير الحافلات.
وفي موقع آخر نُقل عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء:
"نتنياهو" يرى ببالغ الخطورة حادثة زرع العبوات الناسفة في الحافلات، وسيوجه لتنفيذ إجراءات صارمة ضد الجهات المسلحة في الضفة الغربية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أوضحت في بيان أنها تلقت تقرير أولي عن هجوم محتمل، يستهدف حافلات عدة في مواقع مختلفة في "بات يام".
"نتنياهو" وهو يتابع تفاصيل التفجيرات، ويبحث مع مساعديه الرسائل التي تحملها هذه التفجيرات، يمكن أن يكون قد خطر بباله أو ذكره مساعدوه بالتفجير الذي هز كيان إسرائيل وأودى بحياة 59 إسرائيليًا، بعد شهرين من اغتيال المهندس يحيى عياش يوم الخامس من كانون الثاني عام 1996، وأدي إلى إسقاط "شمعون بيريز" في الانتخابات ونجاح "نينياهو" نفسه في انتخاباتذلك العام.
على الرغم من مرور سنوات طويلة على إسقاط يحيى عياش، وهو تحت التراب، "شمعون بيريز" في انتخابات 1996، ما زالت الصحافة الإسرائيلية تسخر من "بيريز"، وتعتبر أن التفجير الذي نفذته حماس انتقامًا لاغتيال يحيى عياش هو الذي جاء بـ"نتنياهو" إلى الحكم. لكن؛ هل تسقط تفجيرات أمس في تل أبيب "نتنياهو"، وتصبح دماء يحيى السنوار مهندس "طوفان الأقصى"، الذي ما زالت إسرائيل تحتفظ بجثمانه، سنوًا لدماء يحيى عياش، ويسقط "نتنياهو" بعد أن حاصرته كل أسباب الفشل؟
وسائل الإعلام العبرية ما زالت تتذكر ذلك التفجير، وتقول إنه غيّر التاريخ، وأصبح عاملًا حاسماً في خسارة شمعون بيريس للانتخابات أمام الشاب وقتها "بنيامين نتنياهو"، خلال دورة الكنيست الرابعة عشرة، ورئاسة الوزراء في 29 أيار 1996.



