الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    نائل البرغوثي .. أقدم سجين في التاريخ في طريقه للحرية

    أحداث اليوم - ندى شحادة

    من المتوقع، وفق ما ذكرته وسائل إعلام، أن يجري إطلاق سراح أقدم سجين في التاريخ الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي في الجزء السابع من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. فمن هو نائل البرغوثي؟
    نائل البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يُلقب بـ "أقدم أسير في العالم" وفقًا لموسوعة غينيس لعام 2009. غيّر انتماءه من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويُعرف بين الأسرى بلقب "أبو النور".
    دخل نائل البرغوثي في نوفمبر 2023 عامه الـ44 في سجون الاحتلال، إذ قضى 34 عامًا منها بشكل متواصل، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة. رغم العديد من صفقات تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها عبر المفاوضات، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه.
    نائل صالح عبد الله البرغوثي ولد يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1957 في قرية كوبر بمحافظة رام الله والبيرة، حيث نشأ ودرس في مراحل التعليم الأولية. أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة الأمير حسن في بيرزيت. وفي شهر نيسان / أبريل 1978، بينما كان يستعد لامتحانات الثانوية العامة، تم اعتقاله مع شقيقه عمر وابن عمه فخري البرغوثي بتهمة قتل ضابط إسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت، وتفجير مقهى في القدس. حكم عليهم جميعًا بالسجن المؤبد.
    البرغوثي قارئٌ نهمٌ، وله اهتمامات واسعة في الثقافة والتاريخ، وقد أصبح مرجعًا للأسرى في محطات النضال الفلسطيني. تعلم داخل السجن اللغتين العبرية والإنجليزية. وبعد إطلاق سراحه في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، بدأ دراسة التاريخ في جامعة القدس المفتوحة، إلا أن إعادة اعتقاله منعته من متابعة دراسته.
    منذ طفولته، كان نائل معروفًا بصلابته ومواقفه الثابتة ضد الاحتلال الإسرائيلي. بدأت مسيرته النضالية عام 1967، حينما اجتاحت قوات الاحتلال الضفة الغربية ووصلت إلى قرية كوبر. هناك، صعد نائل مع أخيه عمر وابن عمه فخري إلى سطح منزلهم، حيث بدأوا بتجميع الحجارة والهتاف ضد الاحتلال.

    انخرط نائل في خلية مقاومة، وعُرف بمقاومته للاحتلال، واعتقل لأول مرة في 18 كانون الأول/ ديسمبر 1977، وحكم عليه بالسجن 3 أشهر. بعد 14 يومًا من الإفراج عنه، تم اعتقاله مجددًا مع ابن عمه فخري بتهمة مقاومة الاحتلال، ليصدر حكم بالسجن المؤبد و18 عامًا بحقهم.
    عانت عائلة نائل البرغوثي من اعتقال أفرادها وملاحقة الاحتلال لهم. ففي عام 1985، تم الإفراج عن والده وأخيه عمر في إطار صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، إلا أن الاحتلال رفض إدراج نائل ضمن هذه الصفقة أو أي صفقة تبادل أخرى تم التوصل إليها في إطار المفاوضات المتعلقة بتأسيس السلطة الفلسطينية عام 1993.
    مع بروز التيارات الإسلامية في الساحة الفلسطينية واشتراكها الفاعل في مقاومة الاحتلال، انتمى شقيقه عمر إلى حركة حماس، وتبعه نائل الذي كان معتقلًا حينها في سجن الجنيد بنابلس عام 1995.
    فقد نائل البرغوثي والديه أثناء سجنه، إذ توفي والده في تشرين الأول/ أكتوبر 2004، ولحقته والدته في الشهر نفسه من العام التالي، دون أن يتمكن من وداعهما.
    تم الإفراج عن نائل في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 في إطار صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وأفضت إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني. بعد خروجه، تزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، وبدأ حياته الجديدة في قريته كوبر، حيث عمل في استصلاح الأرض وزراعتها. لكن حريته كانت مقيدة، حيث خضع للإقامة الجبرية في رام الله وضواحيها، وكان ملزمًا بالحضور كل شهرين إلى مركز قيادة جيش الاحتلال في مستوطنة بيت إيل لتوقيع "إثبات الوجود".
    بعد 32 شهرا من الإفراج عنه، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجددًا في 18 حزيران/ يونيو 2014 ضمن حملة اعتقالات واسعة طالت العديد ممن تم إطلاق سراحهم في صفقة "وفاء الأحرار". حكم عليه بالسجن 30 شهرًا، وبعد قضاء هذه المدة، رفض الاحتلال الإفراج عنه، ليعيد حكمه السابق بالسجن المؤبد و18 عامًا بناءً على وجود "ملف سري".





    [21-02-2025 10:01 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع