الرئيسية
أحداث دولية
أحداث اليوم - أحداث اليوم – وكالات – خاص - تباينت المواقف الإسرائيلية تجاه تحضيرات المقاومة الفلسطينية لتسليم جثامين الأسرى الإسرائيلين الأربعة، الذين توفوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ففي الوقت الذي يقرر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، في اللحظات الأخيرة، الامتناع عن المشاركة في أي مراسم خاصة بعملية التسليم هذه، أو الدفن، وهو ما فسره مراقبون: محاولة مكشوفة من "نتنياهو" للهروب من "عار" سيبقى ملازمًا له، يقول شريك "نتنياهو" في العدوان على غزة، رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق – رئيس معسكر الدولة الأإسرائيلي – "بيني غانيتس": سوف نحبس أنفاسنا جميعًا معًا ... دعونا نحزن معًا.
ويسود اعتقاد على نطاق واسع لدى شرائح إسرائيلية أن "حماس" تمكنت من إذلال إسرائيل في عملية التفاوض وأداء فرق "الظل" أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين، وهم في كامل قيافتهم واعتدادهم بأنفسهم، بما ينافس أكثر الجيوش احترافًا. مقابل أداء باهت للإسرائيليين، ولا سيما ما يتعلق بحال الأسرى الفلسطينيين البائس، وما كشفته وسائل إعلام، حتى بعض المتعاطفة مع إسرائيل منها، عن الفرق الهائل بين حال الأسرى الفلسطينيين وحال الأسرى الإسرائيليين، وهو ما فسره مراقبون مؤشر عميق لمقدار الأزمات التي تعيشها إسرائيل، برغم محاولاتها المستميتة لإظهار عكس ذلك.
وتقول القناة 14 الإسرائيلية في معرض تعليقها عن استعدادات المقاومة لتسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة: إن حماس تواصل إذلال "إسرائيل" خلال عمليات التبادل، إذ أنها تحضر مسؤولين رفيعي المستوى زعمت "إسرائيل" أنه تمت تصفيتهم خلال الحرب، فوفق مصادر صحافية: يشارك قائدا كتيبتي الشرق والشمال من كتائب القسام في تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين من مقبرة بني سهيلا شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، الذيّن كان "الجيش" الإسرائيلي قال في وقت سابق أنه تمت تصفيتهما.
ويقول الإعلام العبري: يشارك في مراسم تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الأربعة في خانيونس أسرى كانوا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، إفرج عنهم ضمن الصفقة الحالية وتم إبعادهم إلى غزة، من بينهم محمد أبو وردة، المسؤول عن عمليات أدت لمقتل 45 إسرائيليًا.
بل إن الإشارة إلى اختيار المقاومة الإسلامية منطقة بني سهيلا لتسليم أول دفعة من الجثث، يعكس دلالات رمزية مهمة، وتحمل رسائل مهمة لإسرائيل، فـ خانيونس تعرضت لأكثر من ١٢٠ يومًا لعملية عسكرية واستخبارية شاركت بها الفرقة 98 بألويتها الثلاثة، ووصفت منطقة بني سهيلا بأنها تطفو على بحر من الأنفاق، ورغم ذلك لم تعثر إسرائيل على أسير واحد، أو معلومات.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد حرصت على تجهيز مكان تسليم الجثامين الأربعة بشكل يحمل رسائل مهمة، ومؤشرات ذات مضامين تؤكد الموقف الثابت للمقاومة، وقدرتها على "الفعل".
من التجهيزات الميدانية إنشاء منصة لتسليم جثث الأسرى الاسرائيلين الأربعة القتلى، مكتوب عليها: ما كنا لنغفر أو ننسى وكان الطوفان موعدنا. ولافتة أخرى مكتوب عليها: عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت. بينما حملت لافتة أخرى معلومات تشير إلى الإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة:
- 9268 مجزرة خلال الحرب
- 2092 عائلة مسحت من السجل المدني
- 12316 امرأة قتلتها الوحشية الصهيونية
- 111000 إصابة
- 4889 عائلة لم يتبق منها سوى فرد واحد
- 17881 طفلاً قتلهم جيش الاحتلال بينهم 214 رضيعاً ولدوا وماتوا خلال الحرب.
وفي رسالة بالغة الأهمية بعثتها حركة حماس إلى عائلات "بيباس" و"ليفشتس" – عائلتا القتلى الأربعة -: كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم. وقتلوا معهم: 17881 طفلاً فلسطينياً، في قصفهم الإجرامي لقطاع غزة، ونعلم أنكم تدركون من المسؤول الحقيقي عن رحيلهم. لقد كنتم ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها.
وفي إشارة أخرى قالت حماس: نؤكد أن التبادل هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى أحياءً إلى ذويهم، وأي محاولة لاستعادتهم بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تُسفر إلا عن مزيد من الخسائر في صفوف الأسرى.



