الرئيسية
أحداث دولية
أحداث اليوم - أحداث اليوم – وكالات - خاص -بات من المؤكد، وفق مراقبين، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضحي بالرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلينسكي" لصالح علاقات دافئة مع موسكو، حتى لو كان ذلك على حساب علاقات واشنطن مع دول القارة العجوز "أوروبا"، الحلفاء التقليديون لأمريكا، فما قاله "ترامب" قبل ساعات من أن أوكرانيا "تتحمل مسؤولية الغزو الروسي الشامل لها"، يؤكد أن واشنطن في عهد "ترامب" تعيد النظر في استراتياجاتها المتعلقة بالعلاقة مع روسيا، وبالتالي مع أوروبا.
جاءت تصريحات "ترامب" المثيرة للجدل خلال اجتماع الوفدان الأمريكي والروسي في المملكة العربية السعودية، لبحث خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي وقت لاحق من تصريحات "ترامب" اختتمت المحادثات الأمريكية الروسية في الرياض، وقال وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو"، الذي ترأس وفد بلاده، معلقًا على ما تمخضت عنه، إن واشنطن وموسكو سيشكلان فرقًا فنية رفيعة المستوى للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أنه ينبغي تقديم تنازلات من جميع الأطراف لانهاء هذا الصراع.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شباط 2022 الحليف الرئيسي لكييف، وتقود الدول الداعمة لأوكرانيا ورئيسها "فلاديمر زيلينسكي"، وبقي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق "بادين" يعتبر الحرب في أوكرانيا، وضرورة تحقيق هزيمة ساحقة لروسيا أولوية في السياسة الأمريكية، إلا أن كل ذلك أصبح من الماضي بعد مجيء الرئيس "ترامب" إلى البيت الأبيض، وإعلانه بعد أيام قليلة من تسلمه سلطاته الدستورية بأنه سيعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
دارت المحادثات الأمريكية الروسية بإشراف مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أجواء وصفت بالإيجابية. يشار أن مراقبين اعتبروا هذه المحادثات، والقمة المرتقبة التي ستجمع الرئيسين الأمريكي والروسي في السعودية، بمثابة انتصار كبير لروسيا.
كان هذا الاجتماع هو المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون أمريكيون وروس رفيعو المستوى وجهاً لوجه منذ أن شنت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في عام 2022، وكان ذلك بمثابة انقلاب كامل لسياسة إدارة بايدن.
واقترح الوفد الأمريكي، الذي ضم "روبيو" بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" ومستشار الأمن القومي "مايك والتز"، أن هذه ستكون الأولى في سلسلة من الارتباطات لإنهاء الحرب، وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لقبول احتفاظ روسيا بأي من الأراضي التي ضمتها من أوكرانيا منذ شباط 2022، قال "والتز" إن هذا أمر "يجب مناقشته"، مضيفا: "نحن نعلم أن الواقع العملي هو أنه ستكون هناك بعض المناقشات حول الأراضي وستكون هناك مناقشة حول الضمانات الأمنية.. هذه مجرد أساسيات من شأنها أن تدعم وتشكل قاعدة لأي نوع من المناقشة".
من جانبها أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، بأن المحادثات الروسية - الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض، هي بداية العمل على حل المشاكل العالمية التي خلقتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
وقالت زاخاروفا، في تصريحات صحافية: "هذه ليست مجرد اتصالات، وليست مجرد بداية للمفاوضات، وإنما بداية لعمل دؤوب، ليس فقط من أجل إعادة العلاقات الثنائية، بل من أجل حل المشاكل العالمية التي خلقتها الإدارة الأمريكية السابقة".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد كشف أثناء محادثات الرياض أن المحادثات الروسية - الأمريكية، سادتها أجواء إيجابية.
وقال لافروف، في مقابلة صحافية: "أعتقد أنها إيجابية، بما أن هناك مفاوضات جيدة، فهذا يعني أنه كان هناك جوا إيجابيا، الأشخاص الإيجابيون يخلقون جوا إيجابيا".
وأشار لافروف إلى أنه قد تم "الاتفاق على تشكيل مجموعتين (للمفاوضات بشأن أوكرانيا)، من كلا الجانبين، بعد تقديم تقرير عن مباحثات اليوم إلى الرئيسين".
وكان لافروف، قد صرح للصحفيين عقب انتهاء محادثاته مع الوفد الأمريكي في العاصمة السعودية الرياض: "نود أن نعرب عن امتناننا لقيادة المملكة العربية السعودية، لإتاحة الفرصة لعقد لقاء بين ممثلين عن روسيا وأمريكا".
الرئيس الأوكراني قال عقب اجتماع الوفيدين الأمريكي والروسي في الرياض إنه لن يقبل أي اتفاق يجري التوصل إليه في غياب أوكرانيا، غير أن الرئيس الأمريكي "ترامب" سرعان ما انتقد "زيلينسكي"، في إشارة واضحة، اعتبرها مراقبون بإنها إعلان "تخلي" واشنطن عن حليفها الموثوق منذ سنوات.
أثار الإعلان عن بدء واشنطن وموسكو محادثات شخصية، بعد أيام فقط من إجراء ترامب مكالمة هاتفية مدتها 90 دقيقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حالة من الذعر في أوكرانيا ووسط حلفاء كييف الغربيين.
وكان الزعماء الأوروبيين قد عقدوا قمة طارئة، الاثنين الماضي، وأكدوا مجددًا أنه لا يمكن إجراء محادثات سلام دون أن يكون لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين مقعد على الطاولة. ومن المقرر أن تستضيف فرنسا المزيد من المحادثات اليوم الأربعاء.
وفي حديثه بعد المحادثات، قال زيلينسكي إن أوكرانيا "لن تستسلم للإنذارات الروسية.. لقد هاجمت روسيا أوكرانيا ولم يكن أمامنا خيار سوى حمل السلاح والدفاع عن أنفسنا"، وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي: "لم تكن هناك دبلوماسية لأن روسيا هاجمت أوكرانيا وهاجمتها ليلاً وحمل الأوكرانيون السلاح وبدأوا في الدفاع عن بلادهم".
وأضاف زيلينسكي أنه أرجأ زيارته المقررة إلى السعودية في ضوء المحادثات التي جرت هناك، الثلاثاء.



