الرئيسية أحداث فلسطين

شارك من خلال الواتس اب
    مع اقتراب الهدنة .. سكان غزة النازحون يتساءلون: متى تتوقف الحرب وهل سنعود لمنازلنا؟

    أحداث اليوم - يختلف سؤال السكان في قطاع غزة، وبالأخص النازحون منهم عن التهدئة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، فالكثيرون لا يستفسرون عن التفاصيل التي لا تزال في الأغلب غير معلنة، بقدر ما يستفسرون عن شكل أوضاعهم، ويأملون بأن يجري تمديدها، لتصبح وقفا شاملا لإطلاق النار، تريح السكان من عذابات الحرب الدامية.

    تهدئة تبادل الأسرى
    يتردد أن الصفقة تشمل توسيع مجال إدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، الذين يعانون من شح كبير في الطعام، وهو ما دفع بالمنظمات الدولية للتحذير من مجاعات في صفوف أكثر من 2.3 مليون نسمة.

    ولم يكشف بشكل دقيق عن كيفية إتمام هذه الصفقة التي توسطت فيها دولة قطر، بما في ذلك طريقة خروج الإسرائيليين الأسرى من غزة، ولا عن نوعية الهدوء الذي سيحصل، غير أن سكان قطاع غزة، انصب تركيزهم على الوصول إلى اللحظة التي سيدخل فيها قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، للاستراحة من عناء الحرب المتواصلة لليوم 48 على التوالي.

    ويسأل كذلك السكان خاصة المقيمون في مراكز الإيواء، أو عند الأقارب والأصدقاء في مناطق وسط وجنوب القطاع، عن تفاصيل أخرى لها علاقة بحياتهم في المرحلة القادمة، خاصة وأنهم سئموا طريقة العيش الجديدة التي بسبب مرارتها لم يتأقلموا معها.

    وقابلت “القدس العربي” محمد عواد، النازح من شمال قطاع غزة، والذي تابع كغيره من المقيمين في أحد مراكز الإيواء أخبار التهدئة خلال اليومين الماضيين، ورغم التوصل إلى هذه التهدئة، إلا أن هذا الرجل عبّر عن خشيته من فشل الجهود، وقد أشار إلى أنه تابع منذ أسبوعين الحديث عن قرب التوصل إلى صفقة، وفي كل مرة، كان يفشل تنفيذها بسبب شروط إسرائيلية.

    هل من عودة للنازحين؟
    لكن هذا الرجل الذي جلس وهو يضع سماعة هاتفه النقال على أذنه، وقد كان لتوّه يتابع أخبار إذاعة محلية، قال إنه يريد فتح طريق العودة إلى شمال القطاع، وعدم اقتصار الأمر على جعل الطريق باتجاه واحد وهو الخروج من الشمال إلى وسط وجنوب غزة.

    ويقول عواد، إنه يريد العودة ومعرفة إن كان منزله قد بقي صامدا أو تعرض للقصف، وإنه في حال بقاء أمر الاحتلال بـ”منع الحياة في غزة والشمال”، يريد أن يحمل بعض أمتعته ومستلزمات أساسية لأسرته التي تقيم في مركز إيواء، وتعاني من قلة الملابس الشتوية ومن الجوع.

    وهذا الرجل لم يحمل وأسرته عندما غادروا منزلهم قبل أسبوعين، كغيره من النازحين سوى القليل من الأمتعة، وخرجوا وقوات الاحتلال تقصف منطقة سكنهم بعنف.

    وبجواره عند بوابة مركز الإيواء، وقف شاب في منتصف العشرينات، انضم إلى الحديث بمفرده، وحاول في البداية الاستفسار كغيره عن موعد انتهاء الحرب، وهو سؤال يكرره دوما النازحون وسكان غزة للصحافيين. ويقول هذا الشاب ويدعى إبراهيم، إن والده الذي فقد منزله جراء “حزام ناري” نفذته طائرات الاحتلال في غزة، يريد الاطمئنان على إحدى شقيقاته المتزوجات في المدينة، وقد بقيت هناك ولم تستطع الخروج حتى اللحظة. ويوضح الشاب أنهم فقدوا الاتصال بها منذ أسبوع، ولم يعرفوا إن كان ذلك عائداً لانقطاع خطوط الهاتف هناك، أو بسبب نفاد بطارية الشحن، أو بسبب مكروه أصابها وأسرتها، لكنه يقول إنهم لا يفكرون كثيرا في السبب الأخير، ولا يأملون أن يكون قد حدث.

    ويقول إن والده عاقد العزم في حال بدأت التهدئة، وسُمح لهم بالانتقال إلى مناطق غزة والشمال، أن يذهب لمعرفة مصير ابنته هناك.

    وحتى اللحظة، فإن التهدئة لا تشمل عودة سكان الوسط والجنوب إلى غزة والشمال، ويتردد أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، فيما سيسمح باستمرار عمليات النزوح القسري إلى جنوب وادي غزة، كما يتردد أن دولة الاحتلال، لا تزال ترفض وصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة والشمال، في حال عُقدت الصفقة.

    إلى ذلك، أكدت إحدى العوائل التي نزحت منذ شهر تقريبا من منطقة غرب مدينة غزة، أنها لو فتح لها طريق العودة، فستعود إلى هناك، وقالت إحدى سيدات هذه العائلة الممتدة والمكونة من أشقاء وأبنائهم وزوجاتهم، “العيشة هنا (تقصد مركز الإيواء) أسوأ من الوضع هناك”، وكانت تشير إلى الاكتظاظ في المركز، كما تحدثت عن استمرار القصف لمناطق مجاورة لهم، وأضافت: “الوضع كله واحد، لكن هناك (في غزة) إلنا منزل مستقل”.

    وتصر هذه السيدة على قرارها، الذي قالت إن كل عائلتها تتبناه، في حال فتح المجال لهم بالعودة إلى مناطق غزة والشمال.

    متى تنتهي الحرب؟
    ورغم نزوحها ووصولها إلى مناطق جنوب وادي غزة ظهر الأربعاء، إلا أن عائلة يونس من وسط مدينة غزة، استفسرت حين قابلتها “القدس العربي” وهي تتواجد على طريق صلاح الدين في طريقها إلى مدينة خانيونس، إن كانت التهدئة تشمل انتهاء الحرب، وعودتها إلى منزلها.

    وقد عبّر أفراد العائلة عن صدمتهم حين مرّوا بمخيم النصيرات، وشاهدوا الاكتظاظ المخيف في مراكز الإيواء، وفي الشوارع، ما اضطرها لأخذ قرار بالتوجه إلى خان يونس على أمل البحث عن مكان غير مكتظ.

    ويقول رب الأسرة ويدعى أحمد، إنهم لم يسمعوا منذ ثلاثة أيام أي أخبار، بما في ذلك أخبار التهدئة، لافتا إلى أنهم لم يملكوا أي وسيلة اتصال بسبب نفاد بطاريات الشحن، حيث كانوا يستمعون أحيانا للأخبار من الإذاعات المحلية.

    ويعاني سكان مناطق وسط وجنوب القطاع أيضا من نقص حاد في إمدادات الطعام، كما هو الأمر عند من تبقوا من سكان مدينة غزة وشمالها.

    وفي دلالة على حجم الأزمة الإنسانية التي تشمل كل الأصعدة في مناطق جنوب قطاع غزة، التي طلب جيش الاحتلال من السكان النزوح إليها، قال مدير مشفى غزة الأوروبي، إنهم يقدمون الحد الأدنى من الخدمات الطبية بسبب الصعوبات يعيشها القطاع، لافتا إلى أنهم اضطروا لتجهيز مدرستين لمعالجة المرضى الذين لا يجدون مكانا في المشفى.

    وأكد أيضا أن لديهم قائمة بآلاف الجرحى يحتاجون العلاج في الخارج، فيما جرى فقط نقل المئات منهم للعلاج.

    وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وصف الوضع في غزة بـ”المأساوي”، وقال: “النظام الصحي ينهار أولا بأول”.





    [22-11-2023 08:24 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع