الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تحرير أسعار المحروقات!

    نفذت الحكومة خطوات من ضمن خطة تصل إلى تحرير سوق المحروقات ورفعت الدعم. واكتفت بتقاضي ضريبة 57 قرشاً على كل لتر بنزين 95 أوكتان، و37 قرشاً على بنزين 90 أوكتان، و16 قرشاً على الكاز والسولار، وترتفع إيرادات الحكومة من الضرائب والرسوم والبدلات المختلفة وتنخفض تبعاً لكميات الاستهلاك والأسعار لكن من المتوقع أن تصل لهذه السنة إلى نحو 841 مليون دينار على فرض أن حجم المبيعات المشتقات النفطية في شركات التسويق الثلاثة 4.1 مليار لتر سنويا.

    هذه توطئة تقودنا إلى نتيجة تقول أن ما بقي هو تنفيذ الحلقة الأخيرة من خطة تحرير سوق المحروقات وهي انسحاب الحكومة من التسعير والاكتفاء بعائدات الضرائب ووضع سقوف سعرية.

    ما زال سوق المحروقات محتكرا ليس لان هناك جهة واحدة هي التي تستورد. وتوزع وتبيع وهو غير موجود بل لأن التسعيرة تحددها الحكومة حتى لو كان هناك أكثر من مستورد وموزع.

    منذ وضعت آلية التسعير الشهرية والتشكيك يصاحبها، وأول التهم الجاهزة هي تحقيق الربح الفاحش والفروقات التي يلمسها المستهلك عند المقارنة بين الاسعار المحلية وتلك المعمول بها في اسواق مجاورة ولها ذات الظروف.

    التسعير في دول كثيرة عملية متروكة لقوى السوق فتتم يوميا بينما تتم في الأردن شهريا ما يعني أنها لم تتحرر وبينما تتغير الأسعار في العالم يوميا تتغير في السوق المحلية شهريا.

    الخزينة تعتمد بشكل كبير على ايرادات الضرائب من بيع المحروقات التي تناهز المليار دينار الى جانب الدخان الذي يحقق ذات القدر بمعنى انها لا تحقق ارباحا من عمليات البيع والمتاجرة فهي لا تملك المصفاة لكنها تحدد سقف ارباحها.

    الية التسعير الراهنة هي ما يحد من المرونة في التسعير وفي التزود وكنا طالبنا بأن تكون هناك أسعار يومية للمحروقات كما هو سائد في دول العالم.

    أسعار المشتقات مغايرة صعودا أو هبوطا لأسعار النفط الخام, اذ ليس بالضرورة أن تتراجع أسعار السولار أو البنزين تبعا لتراجع أسعار الخام, فالأولى محكومة لعوامل منها العرض والطلب وكلف التكرير أما الثانية فبالاضافة الى العرض والطلب تتأثر بعوامل سياسية واقتصادية وغيرها.

    بانتظار أن تستكمل الحكومة تحرير سوق المحروقات وتضع سقوفا سعرية تتنافس شركات التسويق دونها وتكتفي بعوائد الضرائب وغيرها من الرسوم، وتبقى الضامن لتوفير مخزون إستراتيجي سيبقى الجدل قائما حول التسعيرة.

    تحرير السوق ينقل شركات التوزيع التي تستورد حالياً جزءا من حاجات السوق من وسيط الى التوسع في الاستيراد وبناء مخزونات استراتيجية والتسعير في اطار منافسة لخدمة المستهلك.

    qadmaniisam@yahoo.com





    [11-12-2022 07:53 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع