الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لولا دي سيلفا يعود مجدداً لرئاسة البرازيل


    آثار نجاح الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سيلفا برئاسة البرازيل للمرة الثانية موجة من الرضى داخل المجتمع البرازيلي. يبلغ دي سيلفا من العمر 77عاماً، وها هو يعود إلى سدة الحكم من جديد بعد غياب دام احد عشر عاما.
    تفوق دي سيلفا المرشح اليساري على منافسه الرئيس المنتهية ولايته المرشح اليميني المتطرف جايير بولسونارو بفارق بسيط تجاوز المليوني صوت في الجولة الثانية، بنسبة 50.90% مقابل 49.10% لنظيره بولسونارو.
    عاد هذا الرجل ليدهش العالم مرة أخرى، وهو السياسي الأكثر شهرة في البرازيل، حيث أكد في أول كلمة له بإن البلاد بحاجة إلى السلام والوحدة، وأنه سيكون رئيس كل البرازيليين، وأن بلاده ستعود إلى الساحة الدولية، وأنها لن تعود منبوذة ولا تابعة لسياسات خارجية لا تعبر عنها وعن تطلعاتها. وقال إن هذا الانتصار ليس انتصاراً لحزب العمال ولا للأحزاب التي دعمته، بل إنتصاراً للحركة الديمقراطية وللشعب البرازيلي البالغ 215 مليون نسمة، الشعب التواق إلى المزيد من الحرية والديمقراطية وإستعادة الأمل من أجل مستقبل أفضل لكافة البرازيليين.
    هذا الخطاب؛ وإن بدا عاطفياً وعاماً، إلا أنه يحمل في ثناياه مخططاً شمولياً لإعادة بناء البرازيل، والوقوف بحزم ضد السياسات اليمينية التابعة التي نأت بالبلاد بعيداً قي ظل حكم اليمين الموالي للولايات المتحدة. لقد أنقسم الشعب البرازيلي إلى قسمين بين اليمين واليسار وجاء فوز دا سيلفا بأكثرية ضئيلة، ما يؤكد قوة اليمين البرازيلي، وبالوقت ذاته يضع الرئيس الجديد أمام تحديات جمة، فالمهام المطروحة أمان الرئيس القادم ليست سهله. وطريقه؛ وإن أعتلى سدة الحكم، ليس مفروشاً بالورود، بل أمامه كثير من الألغام، اللازم والمطلوب تفكيكها واجتثاثها من الأرض، لجسير المسافات واختصارها من أجل مصلحة الشعب البرازيلي ككل. معضلات جسام أمام دي سيلفا سواءاً على الصعيد الداخلي أو فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للبرازيل.
    على الصعيد الداخلي هناك الكثير مما يجب عمله من أجل رفاه الشعب البرازيلي، الذي عانى الأمرين في السنوات العشر الأخيرة تحت حكم اليمين البرازيلي الموالي للولايات المتحدة. أما على الصعيد الخارجي فنجاح دي سيلفا سيدعم الحلف الروسي – الصيني، الذي يقف اليوم في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها في العالم، بخاصة أن البرازيل هي إحدى الدول الرئيسية في مجموعة "البريكس"، التي تلعب دووراً متقدماً في القارة الأمريكية الجنوبية، فنجاح لولا دي سيلفا سيساعد في توحيد الدول النامية والمتقدمة ضد هيمنة الغرب، ومن ِنه أن يغير، بشكل كبير، ميزان القوى في المنطقة. هذا الفوز الثمين جاء ليؤكد من جديد بإن شعوب أمريكا اللاتينية هي شعوب حية، وقادرة على الوصول إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع، والوقوف بحزم ضد السياسات الأمريكية الضارة في المنطقة. كل هذه الإنتصارات على ما اعتقد ستشكل في المستقبل القريب حلفاً منيعاً ضد السياسات الأمريكية، وتصب في مصلحة الدول المعادية للغرب والولايات المتحدة.





    [07-11-2022 11:44 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع