الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    أيها "اللويبدة" .. الطريق نحو المصيبة قصيرة!

    أحداث اليوم -
    محمد أبوعريضة
    ونحن نواري ضحايانا الثرى، ونلملم جراحنا من تحت الأنقاض، نتساءل: هل تأتي المصائب بسرعة الموت، فلا نستطع تدارك المنايا؟
    لكن؛ قبل هذا، هل المصائب أقدار لا راد لها، أم علينا الأخذ بالأسباب؟
    وإن أخذنا بالأسباب، فجاءت المصيبة لا نجزع، لأنها أكثر من قدراتنا، وخارج إراداتنا!
    فهل يا ُترى أيها "اللويبدة" أخذنا بالأسباب، لنتفادى المصائب، أم انقضت المصيبة عليك قبل أن نتدارك عجزنا؟
    هل الأسئلة تريح، حتى لو لم نجب عنها؟
    وهل الدموع تغسل "اللّوم"، حتى لو لم تقنع الضحايا تحت الأنقاض؟
    الرحمة لنا نحن "الموتى" الأحياء، فالموتى "الأحياء" اليوم لا يشعروا بـ"المنحدر"، ولا يعرفوا أن بعضنا، إن لم يكن "جُلّنا"، قد لا يجدوا من يبحث عن حيواتهم المهروسة تحت الأنقاض.
    في التفاصيل أن كُثُرًا، وهم يراقبون المشهد على شاشاتهم الصغيرة، استعادوا الحكمة بأثرها الرجعي، وأخذوا، منذ أن تصاعدات آهات المهروسين، وأنا منهم، يستذكرون: كيف نبهوا الأهالي "ساكني المنازل القديمة" من أخطار التقادم عليها، وحذروا من انهيار بعضها، إن لم نتدارك، ونعمل اللازم حتى لا يقع ما وقع.
    فنحن، أيها السادة الكرام، نتقن باقتدار استحضار "الحكمة" الغائبة، واستنطاق الرغبات، فلم إذًا أيها "الحكماء" لم توقفوا الانهيار؟
    نحن جميعًا مسؤولون عما جرى، فلا "الحكمة" بأثر رجعي نفعت، ولا "التكاسل" حمى المنازل من الانهيار، ولا "التخاذل" منع الكارثة، ولا "الترهل" الإداري أنقذ الأرواح، ولا "الفساد" يحمي، حتى الفاسدين، عند وقوع المصيبة.
    لمَّا وقعت كارثة "أطفال البحر الميت" قبل أربع سنوات، هببنا مسرعين، أدنا الجناة قبل أن ندفن الأطفال المطمورين تحت الطمي، تنافحنا شرفًا، وكأننا أبرياء، فهل كنا كذلك؟
    وبعد مصيبة البحر الميت، التي جاءت بسرعة الأمطار "الوميضية"، بأسابيع جاءت أمطار "وميضية" أخرى طمرت أبناء آخرين تحت الطمي في وادي الزرقاء - ماعين، فاستنطقنا "الحكمة" بأثر رجعي، وتنافحنا شرفًا، وكأننا أبرياء، فهل نحن كذلك؟
    نحن لسنا أبرياء، لسنا أبرياء؛ لأننا سمحنا للعجز أن يهيمن على وجداننا، وأوسعنا الطريق لـ"التافهين" ليتسيدوا، وأتحنا المجال لاعتباط الطبيعة أن يلتهمنا من دون مقدمات. نحن لسنا أبرياء، لأننا سكتنا عن الأخطاء، سكتنا عن الفساد، بل اعتبرناه "تشحيم اجتماعي" لا بد منه، لتمشي التفاصيل، وتمر المصالح.





    [14-09-2022 01:59 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع