الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    خمسة آلاف عام على صناعة الفخار في الأردن

    أ.د زيدان كفافي

    يا واردة على العين حلوة يا صبية


    ربما يعتقد البعض أن نساء القرن الماضي وما قبله في الأردن قد تفردنّ بالورود على العين أو آبار مياه الجمع، لمليء جرارهنّ بالماء وتخزينها في جرار كبيرة للشرب منها عند الحاجة. فمن المعلوم أن صناعة الأواني الفخارية قد بدأت في الأردن خلال منتصف الألف السادس قبل الميلاد، وقد ثبت هذا من خلال مجموعة من الدراسات أجريتها أنا للمجموعات الفخارية في عدد من مواقع العصر الحجري الحديث الفخاري في الأردن (حوالي 5600 – 4500 قبل الميلاد). وقد بدأ الناس بصناعة جرار كبيرة بواسطة اليد قبل معرفة الدولاب، وأعتقد جازماً أن الهدف منها كان تخزين السوائل أو الحبوب.
    أبهرتني هذه الدمية الصلصالية التي عثر عليها في موقع باب الذراع في منطقة لسان البحر الميت وعمرها أكثر من خمسة آلاف عام، إذ أنها تثبت لنا أن تراثنا متجذر في الأرض، ولا يستطيع أحد سلبه من أصله، فقررت تعميم المعرفة بها. ولا نود في هذه الخاطرة أن نتحدث عن الحفريات التي أجريت في موقع باب الذراع، بقدر ما نركز على دلائل أصالة تراثنا واستمراريته عبر آلاف السنين.
    أذكر أيتها السيدات وأيها السادة، أيام طفولتي (خمسينيات القرن الفائت) أن النساء كنّ يردنّ على العين إما فرادى أو على شكل مجموعات. وكان لكل نوع من جرار الماء اسمه، أذكر مثلاً اسم "العسلية"، وحتى تثبت الجرة المليئة بالمياة فوق رأس حاملتها كان يوضع أسفل قاعدتها قطعة من القماش تلف بشكل دائري، ويترك وسطها فارغاً حيث تستقر قاعدة الجرة وتسمى "حواة". وكانت النساء تتبارى في كيفية حمل ووضع الجرار فوق الرأس، بشكل عمودي أم مائل.

     

     

     

    حاملة الجرة من موقع باب الذراع قبل أكثر من خمسة آلاف عام





    [11-09-2022 05:32 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع