الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    "بوابة الأردن" ورفع أسعار المحروقات .. ضياع الحقيقة في لجة الدموع

    أحداث اليوم -

    محمد أبوعريضة 


    في الوقت الذي يعلن فيه رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني "العدو" يائير لبيد، بعد زيارته الأخيرة للأردن، التسريع في تنفيذ مشروع "بوابة الأردن"، يتبرع ناشطون فيسبوكيون لتوجيه الرأي العام إلى قضايا أخرى، ليست ذات أهمية، ولا تخدم إلا "العدو" نفسه.
    ومشروع "بوابة الأردن" مشروع قديم جرى التوافق عليه قبل أكثر من ربع قرن، إبان المحادثات بين الأردن ودولة الكيان الصهيوني "العدو" التي سبقت توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994، وهو عبارة عن منطقة صناعية مشتركة بين الأردن والكيان "العدو".
    ويقول الخبر المنشور على مواقع عالمية إن تل أبيب قررت المضي قدمًا في بناء وتشغيل المنطقة الصناعية "بوابة الأردن" من أجل تعزيز التعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية. الغريب أن الحكومة لم تنبس ببنت شفه في هذا السياق، ولم يجري تداول الخبر محليًا، سواء من جهة الإعلام الأردني أو من قبل الحكومة.
    الخبر يشير إلى أن حكومة "العدو" صادقت الأحد 31/7/2022 على اقتراح لبيد بتسريع تنفيذ هذا المشروع.
    الخبر المنشور في مواقع عالمية يتحدث عن أن وزارة التعاون الإقليمي في دولة الكيان "العدو" بالاشتراك مع المجلس الإقليمي "إيميك حمعيانوت"، قاما بتطوير مشروع المنطقة الصناعية، وعملا على إزالة العوائق، وتحديث التخطيط والقضايا القانونية ذات الصلة، بما في ذلك بناء جسر بين دولة الكيان "العدو" والأردن، ليكون بمثابة معبر بين المنطقة الصناعية من جهتها الأردنية ونظيرتها، التي اكتمل بناؤها منذ فترة.
    وقال لبيد، كما ورد في الخبر محور الحديث، إنه جرى التطرق إلى التفاصيل النهائية لهذه المبادرة الأسبوع الماضي خلال زيارته إلى عمان، فهذه منطقة صناعية مشتركة على الحدود، وستسمح لرجال الأعمال من البلدين بالتواصل مباشرة، وستنتج مبادرات مشتركة في التجارة والتكنولوجيا والصناعة المحلية.
    هذا مشروع خطير لا يقل خطورة عن اتفاقية شراء الغاز من دولة الكيان "العدو"، ولا أقل خطرًا على الأردن وفلسطين على حدٍ سواء من مشروع "الشمس مقابل الماء". فأين نحن من كل هذا؟
    وهل علمنا بهذا الموضوع؟
    أم تهنا في تفاصيل إن كان طاهر المصري قد بكى صادقًا، وهو يستمع لقصيدة "موطني" من حنجرة دلال أبو آمنة، أم أن ما ذرفته عيناه دموع تماسيح؟
    وفي السياق نفسه، ونحن منشغلون في لجة قصة دموع طاهر المصري، ترفع الحكومة أسعار البنزين من دون أن يرف لها جفن، وهي تعلم، أن الحكومة التي قررت تعويم أسعار المحروقات، قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، وعدت بأن يجري الرفع والتخفيض تبعًا لأسعار النفط عالميًا، والحكومات اللاحقة أكدت ذلك غير مرة.
    الأسعار العالمية يا حكومة انخفضت خلال الشهر الماضي، فكيف ترفعين الأسعار يا حكومة؟
    الحكومة تعلم أن قصة مثل حكاية دموع طاهر المصري، ووجود نفر تحركه الغرائز، سيتكفل بالإزاحة المطلوبة لتمرير هذا القرار.
    إذًا؛ أقول لمن انبرى لجلد طاهر المصري، ولمن رد عليه بالمنطق نفسه: لقد "كفينوا ووفيتوا".
    وأضيف: لبيد يخترقنا ونحن نناقش دموع طاهر المصري، والحكومة تدمينا وتضحك على ذقوننا، ونحن منشغلون إن كانت دموع طاهر المصري صادقة أم كاذبة.





    [01-08-2022 08:44 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع