الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الإعلام الغربي… وازدواجية المعايير


    يحتار المتابع للاعلام الغربي من الازدواجية في المعايير الأخلاقية التي يبثها عبر قنواته المسموعة والمقروءة والمرئية التي تعكس حجم الكذب والإفتراء والتفنن في تزييف الحقائق وشيطنة الأخرين. فالولايات المتحدة تمادت في بيع الأوهام للساسة الاوكرانيين لتحريضهم ضد الجار الروسي ونجحت عبر آلتها الإعلامية في التحريض وخلق الأسباب لهذه الحرب التي ارادت منها توريط روسيا في عقر دارها بعد أن أفشلت روسيا الولايات المتحدة في تنفيذ خططها في سوريا. فالدعم الذي تقدمه امريكا وحلفائها الأوروبيين لاوكرانيا ضد الجار الروسي جاء لتوريطه أكثر فأكثر وإطالة أمد الحرب بغية استنزاف قدرات الجيش الروسي العسكرية. فالولايات المتحدة لا تكترث بأوكرانيا بقدر ما استخدامها كفتيل لإشعال الحرب من أجل تقليص الدور الروسي العالمي الذي تزامن مع توسع الدور الصيني والعلاقة بين البلدين الحليفين في المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية لكسر هيمنتها على دول العالم.
    هذه الحرب هي حرب بالوكالة. فروسيا ترى بإن السياسات الاستفزازية لحلف الناتو في التمدد نحو الشرق، وعدم التزامه بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها في مذكرة بودابست واتفاقيتي لشبونة ومنسك، وفي تحريضه المستمر لاوكرانيا على التمادي في الهجوم على الجمهوريات التي تطالب بالانفصال والتلويح المستمر لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو هو تهديد لأمنها القومي. وأمريكا ترِى بإن العقوبات الاقتصادية وحظر النفط الروسي ومضايقتها سيؤدي إلى إضعاف دورها بحيث لا تشكل قطبية في مواجهتها. كما أن أنها لا تكترث حتى للحليف الأوروبي الذي سيتأثر بدوره من العقوبات.

    لقد سخّر الإعلام الغربي جميع الجهود لاستقطاب أكبر اصطفاف عالمي ضد روسيا باستخدامه مصطلح الغزو والاجتياح الروسي لأوكرانيا لشيطنة الروس في نظر العالم واستدرار عطفه تجاه الشعب الأوكراني، في حين أن هذا العملية العسكرية هي عملية محدودة جداً ليس هدفها احتلال أوكرانيا بتاتاً ويشارك فيها واحد من الجيوش الخمسة التابعة للقوات العسكرية الروسية وبنصف قوامه وباسلحة تقليدية ولا يستهدف المدنيين ولا البنية التحتية ، بل البنية العسكرية فقط. في حين يتغاضى نفس الإعلام عن تورط الولايات المتحدة في نشرها للمختبرات البيولوجية في أوكرانيا والتي تشكل خطراً على البشرية، ويتغاضى أيضاً عن الجرائم الأمريكية التي أقترفتها الولايات المتحدة على مدار السنوات الماضية بدافع الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، فأين كان إعلام العالم الحر الذي انتفض للدفاع عن الاوكرانيين عندما تم استباحة واحتلال العراق وليبيا وأفغانستان وقصف سوريا واحتلال فيتنام وقتل الآلاف من المدنيين العزل والاطفال، ناهيك عن الانتهاك والاعتداء اليومي على الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الصهيوني. هذه هي الازدواجية الوقحة في التعامل مع شعوب العالم الثالث ضعيف الحيلة أمام غطرسة القوة والتي يجب الوقوف ضدها بحزم وتعريتها أمام الرأي العام العالمي. أحترموا عقولنا فنحن لسنا أغبياء.





    [20-06-2022 01:01 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع