الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عشيرة الحزب



    بدأ الأردنيون يتهافتون على الانضمام للأحزاب بدوافع ورغبات مختلفة ، فالبعض يرى انها الفرصة الاخيرة للحياة الديموقراطية و الحزبية في الاردن ، اخرون يرون ان الحزب وسيلتهم للنيابة او الوزارة او حتى منصب قادم و عدد لا باس به مازالت عالقة في اذهانهم أجواء سجن الجفر و حسن السيرة و السلوك و المنشورات السرية و بعض الصور لجيفارا و الشيخ امام على جدران الغرف المغلقة.

    جيل الشباب ينظرون للتجربة بحذر ، اهتماماتهم لا تتقاطع مع الندوات السياسية و صالونات أصحاب القرار ، فكرهم بالاستثمار و الشهرة و المال ، استقطابهم لا يتم من خلال حوار سياسي يتحدث عن مستقبل الأبناء و الايام الجميلة التي لم تأت بعد خاصة حين يرى كلام رئيسهم يتبعه اربع رفعات متساوية تقضي على ما تبقى لهم من طاقة .

    اذكر بعد غزوة التوجيهي لعام ٩٤ اصطحبني والدي لمنزل أحد قياديي حزب جبهة العمل من اجل مساعدتي في الحصول على منحة دراسية كون وضعنا المالي لا يسمح بالدراسة على حساب والدي المعلم و القريب من الجماعة آنذاك ، و اعتذر القيادي كون الفرص كانت فقط لمنتسبي الحزب ، ربما غضبت حينها لكنني اليوم ايقنت ان المنح الدراسية و طرود الخير و التعيين في المؤسسات التابعة للجماعة كانت سببا مهما للشباب للانخراط في الحزب لتحقيق مكاسب شخصية و حقيقية .

    قانون الأحزاب الحالي رغم كل جهابذ الاقتصاد لا يوجد به أي نص يحث على الاستثمار و الاستدامة ، بل على العكس تماما يحث على انتظار دعم الخمسين ألف دينار و جمع التبرعات في مشهد يذكرنا بوصولات التبرعات للجمعيات والأندية.

    الاحزاب يجب ان تعمل بروح الريادة ، استثمار و افكار تقرب الشباب ، استقطاب مبني على فرص تعليم و ابتكار ، في العراق و سوريا و في تجربة حزب البعث ، كان ابتعاث أبناء الحزبيون سببا في الانضمام للحزب حتى يتنافس ابناؤهم مع ابناء الإقطاعيون على المناصب المهمة ، لم تكن السياسة هي الدافع للفقير في تلك الفترة.

    الاحزاب وما يتبعها من قوة علاقات منتسبيها يجب ان تعمل على تمكين منسوبيها من الشباب من خلال علاقات مؤسسيها ، فهل يبتعث حزب ما كوادره ليدرس على حسابه ليعود و يخدم حزبه ووطنه ، هل يخصص حزب ما جزءا من موارده ليدعم رياديا ليؤسس شركته. هل تتحالف كوادرها المتخصصة لتعطي امتيازات و خصومات او ما شابه لأعضاء الحزب ، هل بطاقة حزبك تمنح امتيازا في دائرتك الحزبية ، هل سيكون الاسم الحزبي بديلا عن اسم عائلتك ، هل سيكون الحزب هو عشيرتك الأقوى .

    التغيير بدا ، الشباب هم الهدف ، الفكر يجب ان يتغير و ٤١ نائبا من الشباب يجب ان ينجح حتى نقول التجربة الفعلية قد بدأت بالفعل.





    [10-06-2022 12:36 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع