الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    في تطوير التعليم

    يحاول الشكليون وهم مجموعة من عباد الله المفروضين على التعليم والمكلفين بتطويره، العمل على الشكل مثل، تطوير الامتحانات أو تطوير بنية التعليم
    دون الالتفات إلى تطوير محتوى التعليم، وبرأيي هذا ناتج عن غياب الفكر وضعف التفكير واللجوء إلى سهولة الإجراء! فما أسهل أن تقول: التعليم الثانوي ثلاث سنوات والتوجيهي معياري ومحوكم وبالكسور المئوية!
    لكن الخوض في محتوى التعليم يحتاج فلسفة اجتماعية وتربوية قد
    لا تتوافر لدى أي من الامتحانيين
    أو "الملغوصين " في منظومتنا التربوية.
    إن تطوير التعليم بمحتواه يتطلب خوضًا في عمق المجتمع وتراثه وقيمه، ففي تراثنا مجموعة حقائق، وكل الإجابات على ما في حياتنا، وألصق التراث ظلمًا بالدين، وصار مقدسًا تمامًا كالدين، ومن هنا فإن تطوير التعليم يبدأ من معالجة بعض جوانب التراث.
    فالتراث قدم لنا كل الحلول عبر نصوص، وهذه النصوص كافية لمعالجة مشكلاتنا، وإذا وجدنا نقصًا أو إشكالًا ما، علينا أن نستنطق نفس النصوص، وصارت مهمة العقل هي في شرح ما هو موجود أو تأويله أو القياس عليه، وبذلك صارت أقوال الشارحين
    واجتهاداتهم واستنباطاتهم نصوصًا مقدسة!
    لماذا هذه المقدمة؟ وما علاقتها بالتعليم؟
    إن وجود حقائق حياتية ثابتة يشير إلى اكتمال الحياة، وأن من يعرفون هذه النصوص هم كبار "العارفين". وأن واجبهم هو نقل هذه الحقائق إلى الأجيال عبر مناهج التعليم، ومن هنا انحاز التعليم إلى الماضي ورفض المستقبل!
    أما القضية الثانية الناتجة عن ثبات الحقائق الحياتية فهي إهمال التفكير وإهمال البحث عدا غي الماضي، ومن هنا جاءت مناهج التعليم العربية:
    ١-مناهج حقائق يجب حفظها بدلًا من مناهج مفاهيم تقودنا إلى ألف نافذة!، حقائق لا تحتاج تفكيرًا أو حتى نقاشًا تحت شعار:
    أعطيناكم كل الحلول متناسين مقولة الرسول العظيم: أنتم أدرى بشؤون دنياكم!!
    ٢-الماضي هو كل العلم، ولذلك مهمة التعليم هي إطلاق عقول أجيال القرن الحادي والعشرين نحو القرون الوسطى وما قبلها، بدلًا من مهارات المستقبل!
    والآن هل عرفتم من يعيق تطوير التعليم ؟ ومن يرفض تعليم التفكير؟
    هل عرفتم لماذا يحضرون أشباه التربويين أو اللا تربويين لتطويالتعليم؟
    تطوير التعليم يحتاج مفكرين وفلاسفة تعليم وليس موظفين
    استهلكوا لكثرة التدوير، فصاروا "خياطين" يفصلون على المقاس
    وسؤالي: لو حافظ كل مجتمع على تراثه ورفض تجديده وتطويره، هل تتقدم الإنسانية؟
    لقد جاءت الثورات وكل الأديان
    تطويرً وتجديدًا للتراث!
    وبالمناسبة أتحدث عن التراث الاجتماعي والثقافي والأخلاقي والسياسي حتى لا تعطى فرصة لقناص!





    [06-05-2022 01:32 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع