الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الثروات الطبيعية والصناعات التحويلية .. الاعتماد على الذات


    الاعتماد على الذات، يعني تنمية قوى الإنتاج الوطني، عبر تنمية قطاعات الإنتاج، وتحويل الثروات الطبيعية والمقدرات الوطنية إلى خيرات تعم المجتمع.
    يمتلك الأردن ثروات طبيعية ومقدرات وطنية هائلة، فوق وتحت سطح أرضها: طاقة وصخور صناعية ومعادن ومياه، يمكّن استثمارها في إحداث نقلة نوعية في حياة المجتمع والدولة، والانتقال من سياسة الاعتماد على المساعدات والقروض ( الشح - الفاقة ) إلى سياسة الإعتماد على الذات (الوفرة – الرغد ).
    وفرة تمكّن من إطفاء المديونية وتحقيق الازدهار الاقتصادي، والتعافي الاجتماعي، وإحداث نقلة نوعية على المستوى الثقافي، يمكّن من تخطي الانتقال من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج.
    استثمار هذه الثروات يؤدي الى تحوّل سمة الدولة والمجتمع الى الإنتاج، أي العودة بالأردن إلى مسار التطور الطبيعي للمجتمعات، الانتقال إلى الإنتاج يترتب عليه:
    ولادة بنية دولة منتجة، وقيم اجتماعية جديدة تتمحور حول الإنتاج، وبنى فوقية تتوائم مع شروط مجتمع الإنتاج الحديث، الذي بدوره سينعكس على البنية الاجتماعية القائمة، مما يسهل إنفاذ مهمة أندماج المجاميع:
    تكتلات عشائرية ،طائفية، أثنية، جهوية، اقليمية، تشكل مجتمع حديث مندمج، يتمايز طبقات وشرائح، بحسب الموقع في الإنتاج.
    لكن هل تتوفر ثروات طبيعية تحت وفوق الأراضي الأردنية؟
    نبذة سريعة عن الثروات الطبيعية المتوفرة، هي نتاج دراسات أجنبية ووطنية/ سلطة المصادر الطبيعية والجامعات الأردنية، دراسات الجيولوجيين الأردنيين، هي الأغلب.
    المعادن:
    •النحاس والمنغنيز والحديد، يتواجد في وادي عربة ومنطقة عجلون، الاحتياطات المثبته، النحاس حوالي (900,000 آلف طن متري) ، المنغنيز حوالي (130,500 طن متري) والحديد حوالي ( 2.5 مليون طن متري من فلز الحديد).
    •الفوسفات، يغطي مناطق واسعة من أراضي الأردن، الاحتياطي المؤكد (1538مليون طن ). يعتبر الفوسفات الأردني الأغنى لاحتوائه أكسيد اليورانيوم في العالم، بمعدل 70 – 180 غم/ طن، مادة مرافقة قابلة للتعدين تقدر بأكثر من (200,000 طن متري) ترفع القيمة المضافة للفوسفات الأردني.
    •الصخر الزيتي، مصطلح يطلق على الصخور الرسوبية الغنية بالمواد الهيدرو كربونية، يتواجد في 60% من أراضي الأردن، يقدر الاحتياطي المثبت، توضعات سطحية بحوالي 80 مليار طن، ناهيك عن التوضعات العميقة. (تقدر احتياطيات العالم ب 600 مليار طن). من العناصر النادرة المرافقة للصخر الزيتي الأردني، ذات القيمة المضافة العالية (التي عادة لا تؤخذ بنظر الإعتبار، من قبل أنصار مقولة عدم الجدوى الاقتصادية للصخر الزيتي الأردني، المستندة لعناصر كلف الإنتاج في الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ذهنية استيراد الحلول من الخارج) :
    الكوبلت والنيكل والفاناديوم والزنك واليورانيوم والفسفور، و استخلاص الكبريت ألذي يدخل في صناعات الصودا "أش" والأسمدة، ويستخدم الرماد الناتج، عن حرق الصخر الزيتي المباشر لإنتاج الكهرباء، في صناعة الاسمنت، وخلطات فرشات الطرق، واستصلاح الأراضي الزراعية، ما يرفع من القيمة المضافة الحقيقية للصخر الزيتي الأردني، الذي يعتبر من أجود الآنواع لناحية المكافئ الحراري، وقلة كلف الإنتاج، بسبب التوضعات السطحية، والغطاء الذي يعلوه من صخور صناعية، مميزات لا تؤخذ بنظر الاعتبار في دراسات الجدوى الاقتصادية للصخر الزيتي الأردني، ناهيك عن صناعات البتروكيماويات ذات المردود العالي.
    •المعادن المشعة: اليورانيوم والثوريوم والراديوم، اليورانيوم يتواجد في جنوب ووسط وشمال البلاد، تقدر كمية الاحتياطي المثبت (80,000 طن متري) الثوريوم يتواجد في المناطق الجنوبية لا تتوفر دراسات دقيقة حول الاحتياطي، الروديوم يتواجد في مناطق المياه الحارة لا تزال الدراسات قليلة لتحديد كمية الاحتياط. الدراسات الجيولوجية لا تزال في بدايتها ، وبحاجة إلى الكثير الكثير من الدراسات والتنقيب، لم ينجز من الدراسات والتنقيب إلا الجزء اليسير، فهل تتصور حجم الثروات حين اكتمال أعمال الدراسات والتنقيب
    سؤال لماذا تم اعدام سلطة المصادر الطبيعية؟
    لماذا يتم وضع علوم الجيولوجيا في أسفل سلم العلوم في دول العالم الثالث؟
    لماذا يُعطَل الجيولوجيين الأردنيين عن العمل والإنتاج؟
    هل ما زلتم تعتقدون أن مقولة أن الأردن فقير بالموارد والثروات صحيحة؟ نعم أم لا؟
    سبق للمجتمع الأردني أن ساهم في تأسيس شركات مساهمة عامة في قطاع الصناعات التحويلية، منذ بداية العقد الخامس من القرن الماضي:
    تأسيس شركة مناجم الفوسفات الأردنية، وشركة الأسمنت، مصفاة البترول، التعدين العامة، شركة البوتاس ... ألخ،
    هل يمكن إعادة إنتاج هذا المثال، نعم بكل تأكيد، بالرغم من ضنك العيش، فالمجتمع أفضل حالاً عما كان عليه في الخمسينات، والخبرات والكفاءات المتوفرة أرقى نوعية وأكثر عدداً مما كان، والفترة الزمنية لتحقيق الإنتاج في قطاع التعدين والصناعات التحويلية تتراوح ما بين ثلاث الى خمس سنوات، تحقق مردوداً عالياً جداً، ولا تحتاج إلى استثمارات ضخمة، مثلاً، فترة استرداد رأس المال في صناعة الصخر الزيتي تتراوح ما بين سنتين ونصف وثلاث سنوات، واستثمار أولي بحدود 2 مليار دولار، وقس، التعامل مع الصناعات التحويلية على أرض الأردن، يمتد إلى قبل سبعة الآف عام، حيث تم صهر النحاس وتشكيله، في وادي عربة، ومن ثم عمل السبائك العصر البرونزي، وفي الألف الثاني قبل الميلاد، تم صهر الحديد وتشكيله، من قبل اسلافنا في عجلون ووادي عربه.





    [23-04-2022 02:43 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع