الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    الراعي والقطيع

    أحداث اليوم - محمود أبو هلال
    ولما قررت أن أكون قائداً ذهبت إلى حيث يمكنني أن أقود.. للرعي.
    فالراعي يعتبر قائداً شئنا أم أبينا، ولديه قواعد وقوانين ونظم تؤهله للقيادة، لذلك، لا بد من إحضار حمار وكلب ومِرياع "بكسر الميم وتسكين الراء".
    للكلب أهمية كبيرة في قيادة القطيع، فهو يحرسه ويحول دون تأخر أو انحراف بعضه. كذلك الحمار له أهمية عظيمة، فهو مهم للقائد أي الراعي وللقطيع في آن، فيحمل الراعي بعض متاعه عليه، وبذات الوقت يكون الحمار دليلاً للمرياع.
    أما المرياع فهو عبارة عن حَمل صغير يؤخذ عن أمه، وكي يصبح مرياعاً يقوم الراعي بثلاث خطوات رئيسية.
    الخطوة الأولى يقوم الراعي بوضع الحمل بجانب الحمار. يُبقيه قربه، يأكل معه وينام بجانبه حتى يألفه.
    الخطوة الثانية يقوم الراعي بشنق خصية الحمل بخيط مكين بحيث لا يصلها الدم ويتركها عدة أيام حتى تسقط، وبهذا يفقد الحَمل أعز ما يملك!.
    العملية غير الجراحية التي أجريت للحمل لا تمنعه من النمو، بل يتزايد نموه ويصبح حجمه أكبر من باقي القطيع لدرجة أن الناظر له من بعيد يقول "هيبة صلاة النبي " خاصة إذا زين بغطاء ابيض.
    الخطوة الثالثة يقوم الراعي بتعليق جرس على رقبة المرياع، فلصوت الرنين الذي يصدر عن الجرس أهمية في سير القطيع.
    الآن نعود للراعي ولطريقته في القيادة، فليس عليه سوى أن يمتطي حماره فيتبعه المرياع، فإن اتجه شمالاً تبعه وإن اتجه غرباً تبعه وإن توقف توقف.
    وأما القطيع، كل القطيع بما فيه من أكباش وفحولة وإن تناطحت وتعالى ثغائها تتبع المرياع الفاقد للذكورة!! الذي يتبع الحمار الذي يأتمر بأمر الراعي.
    بعدها تسير الأمور بيسر وسهولة وسلاسة دون عناء وجهد، فكل شيء بيد الراعي ووفق النظام الذي تتبع خطواته.
    الراعي الآن يأمر ويطاع، وفي إشارة منه فقط يوجه القطيع، لا بل أكثر من ذلك، فلو أراد أن يغفو ويستريح ما عليه إلى أن يوقف الحمار فيتوقف المرياع فالقطيع ويبقى الجميع في حالة دوران حول بعضهم البعض يقتاتون على ما تبقى من حشائش الأرض على قلتها.
    وكي لا يذهب ظنكم بعيدا أنا أتحدث عن مجتمع القطيع حيث قررت أن أكون راعياً.
    ربما أعود لاحقاً لتكملة الحديث.. الآن حدثت جلبة وارباك بين القطيع ولا بد كراعي أن أعيد ترتيبه.





    [28-12-2021 03:54 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع