الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ألف نيلة ونيلة

    نجح الأمر كثيرا عند شباك التذاكر، وهذا ما يبرر توفر أكثر من جزء من الفيلم، ناهيك عن توفر نسخ متعددة، حيث يختلف المدرب والبطل، لكن القصة هي ذاتها مع بعض الرتوش الجديدة. من الضروري أن يتوفر في هذا النوع من الأفلام رجل آسيوي عجوز يقوم بدور المدرب. ومن ناحية البطولة هناك طفل لديه كرامة وشهامة، لكن الأطفال الأكبر في المدرسة يضربونه حينما يحاول الدفاع عن الضعفاء – لا بد من وجود فتاة ما أيضا-فيعود الى البيت مدمى، وأمه تنظر الى ما يحصل بيأس.
    يطلب المدرب من الفتى أن يمسح سيارات الحي، ثم يقوم بجمع الحطب، وشطف الأرضيات ودهن الجدران وجمع النفايات، وما يشابه ذلك من اشغال. يصبر الفتى طويلا، وهو ينتظر التدريب الحقيقي، ثم ينفجر في وجه مدربه، ويرفض القيام بهذه الأعمال المهينة.
    هنا يبتسم المدرب بخبث، ويشرح للفتى العجول، بأن كل شيء في الحياة هو كاراتيه، وأن الفتى عندما كان يمسح السيارات ويجمع النفايات ويدهن الجدران ويجمع الحطب، أنما كان يقوم هذه الأثناء، بالتدرّب على الكاراتيه.
    ترتفع ثقة الفتى بنفسه، فيدافع عن نفسه بكفاءة حين يهاجمه الأولاد، وتنظر اليه صبية ما بفخر وإعجاب، فيزداد زهوا.... وهنا ينفتح مجال التحديات على مصراعيه، ويتم استنباط تصفيات في رياضة الكاراتيه، أحيانا محلية وغالبا عالمية.
    يفوز الفتى في التصفيات الأولية ويصل الى المباراة النهائية، حيث يواجه ذات الفتى الذي كان يضربه في السابق، وتبدأ المبارزة بقوة، ويحقق الفتى انتصارات أولية، لكن مدرب الفتى الآخر يطلب من فتاه أن يضرب فتانا بطريقة غير قانونية ويؤذيه، فيفعل وتكاد المباراة أن تنتهي لغير صالح بطلنا.
    لكن بطلنا – وبتوجيه من المدرب-يتذكر بعض حركات التدريب الخاصة، فيتحامل على نفسه، ويهزم الآخر ويفوز في البطولة...... بين هتافات الأهل وفرح الصديقة (صديقة الفتى)، والجماهير، بينما يبتسم العجوز الأسيوي برضى. وينتهي الفيلم.
    الحياة الطبيعية، للأسف، لا تحصل على طريقة «ألف ليلة وليلة»، حيث يلتقي الأحبة ويعيشون بسعادة وفرح وهناء، الى أن يأتيهم هادم اللذات ومفرق الجماعات.
    الشعوب الضعيفة ستبقى ضعيفة، ما لم تستنهض همم جميع افراد وفئات وشرائح المجتمع، لتتم مراجعة الذات، والبحث عن أسباب الضعف والانهيار، ومواجهتها بشكل جماعي.
    في الحياة الأفلام تبقى أفلاما والواقع يبقى واقعا ينبغي التعامل معه بجدية وبروح جماعية، والشعب الذي لا ينجح في التعامل مع الواقع، ينتقل الى هامش حركة التاريخ، وتتحول قصة حياته الى ألف نيلة ونيلة.





    [14-11-2021 12:00 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع