الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بعبع التوجيهي .. الى متى؟! - يونس الكفرعيني

    رغم الجهد التي تبذله الحكومات والخبراء والمختصين، بالبحث عن الية جديدة لتنظيم هذه المرحلة الخطيرة في حياة ابنائنا الطلبة، والتي تشكل منعطفا محوريا في مسيرتهم الاكاديمية، والتي تؤثر بشكل مباشر وواضح على مسار حياتهم المهنية في المستقبل، الا ان الجهود لم تصل بعد الى الشكل المناسب والانسب في تغيير منهجية والية امتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، بما يواكب العصر وتطوراته على كافة الصعد.
    عندما ترى ذلك الحرق القاسي لاذهان الابناء والاباء على حد سواء، منذ بداية السنة الحاسمة، تلتمس ذلك الخوف المتنامي والقلق المسيطر، والذي يتطور في بعض احيانه الى حالة من الهلع، تترافق معها الهموم المالية والاجتماعية المتهالكة اصلا لدى الغالبية، انها حرب بلا هوادة على سنين طويلة من التراخي والتاجيل والاهمال، لنصنع من ابائنا ونخلق منهم طلابا مثاليين بشكل مفاجئ، نحاول ان نخلق في عقولهم وقلوبهم حب الدراسة الذي كاد يتلاشى منذ امد ان لم يكن.
    التهيئة النفسية امر بالغ الاهمية، وعدم ترك الطالب وحيدا امام خوفه المفاجئ عند وصوله لمرحلة الثانوية العامة، وهذا الامر شبه مغيب في اغلب المدارس والاسر، اذ لا توجد مبادرات لمساعدة الطلبة نفسيا في هذه المرحلة، وقد لا يكون الاهل كذلك قادرين على مساندة ابنائهم نفسيا، حتى وان قدموا لهم الدعم المالي او الاكاديمي، غير مدركين مقدار الخوف والقلق في قلوب ابنائهم والذي بدوره يشتت اذهانهم.
    منظومة التوجيهي برمتها، كوزارة ومعلمين واهالي، عليهم جميعا ادراك العنصر النفسي المهم جدا والحيوي، والذي لا يقل اهمية عن الاستعداد العلمي، وتسخير كافة الامكانيات للطلبة لدعمهم من هذه الناحية، بتوفير مدربين نفسيين ومتخصصين لارشاد الطلبة والتخفيف من توترهم وخوفهم، وتحفيز الجانب الايجابي لديهم، ليس في مرحلة الثانوية العامة فقط، بل من الصف الحادي عشر على الاقل.
    ان النظريات الحديثة والاساليب العالمية في تقييم مستوى الطلبة في نهاية مرحلتهم الدراسية، تمهيدا لنقلهم الى حياة جامعية او مهنية، تقوم على الشمولية والتوسع في النظرة الى الناتج الاكاديمي واللامنهجي للطلبة، بحيث لا يكون مقتصرا على فترة ضيقة قصيرة من مسيرة الطالب، حيث يمتد الى سنة او سنتين سابقتين منها، اضافة الى برامج اكاديمية ولامنهجية تساعد الطالب على توسيع مدارك نظرته الى المستقبل من حيث دراسته الجامعية او وظيفة المستقبل.
    لا بد من وضع استراتيجيات واضحة المعالم، تقوم على كسر هذا الحاجز وتحفيف من خطورة هذه المرحلة بالاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، وتعزيز الروح الايجابية والدعم النفسي لدى الطلبة، حتى يتمكنوا من تجاوز التحديات، والنظر بعين واثقة راسخة الى المستقبل، واختيار شكل ومضمون حياتهم الجامعية والمهنية بكل ثقة.





    [20-08-2021 07:00 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع