الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مع التماسيح

    أواخر الليل.. وحين يبحث كثير من الناس عن «أفلام» ينهون بها مشاهداتهم اليومية، ألوذ أنا بمحطة «الحيوانات» على القناة «المشفرة«.
    هكذا اعتدت منذ سنوات. صرتُ مدمنا على «عالم الحيوان«. واتابع برامجه. ليلة أسهر مع «التماسيح». أتأملها وهي تفتك باسنانها القوية بالكائنات التي تقترب من مناطقها في الأنهر والمستنقعات. وانتظر بفارغ الصبر اليوم المخصص للأُسود التي تتربص بفرائسها من الحيوانات، وتحديدا الدسم منها.
    ويعجبني فيها العمل الجماعي والتكاتف من أجل السيطرة على «الضحية». فلا معارك فردية ولا استعراض للأسد لوحده، بل إنقضاض جماعي من اللبؤة والشبل وباقي افراد العائلة.
    ذات ليلة، شاهدتُ ضبعا يحوم حول عرين سبع. كان الضبع يريد النّيل من صغار الأسد. وفي لحظة وانا اتابع ذلك باهتمام بالغ، ظهر السبع الكبير ومعه زوجته اللبؤة وما ن أحس الضبع بهما حتى أطلق لساقيه الريح و.. هات يا فكيك.
    ومن البرامج المرعبة التي اتابعها على قناة «الحيوانات»، البرنامج الذي يقدم قصصا شبه حقيقية ومشاهد غير «مقطّعة« لعمليات فتك بين الحيوانات المفترسة والانسان.
    وعادة ما تكون ثمة «إشارة وتحذير« بأن المشاهد التالية تحوي جانبا تمثيليا. فتظهر الضحية/الرجل او المرأة، الشاب او الفتاة وهم يسردون ما حدث معهم عندما انزلقت قدم أحدهم في النهر وفجأة التهمتها فكّ تمساح عابر. او شاب وصديقته كانا يلهوان في الغابة، ويظهر لهما دبّ ضخم ويتعارك مع الشاب، ويفلت الاخير بصعوبة بعد ان تشعل الفتاة نارا، ويهرب الدبّ الشرس.
    أما مطاردات النمر للغزال فهي بالتاكيد أجمل المشاهد التي تنتهي بتعب الغزال الرشيق والاستسلام لأنياب «التايجر».
    ثمة برامج عن الكلاب التي يحبسها اصحابها او يهملوا في رعايتها فتأتي سيارات «البوليس» الخاصة لإنقاذ الحيوانات الأليفة الحبيسة.
    أستغرب اهتمام الغربيين بالكلاب والقطط لدرجة انهم يكرسون كل امكانياتهم لإنقاذ «نسر» علقت مخالبه في كومة أسلاك شائكة. وتنشغل الدنيا كلها بالموضوع، حتى تنتهي بتخليصه من الفخ ومن ثم يتم إطلاق سراحه في الفضاء.
    بينما هناك ملايين من البشر «عالقين» في مناطق خطرة بين المتحاربين ولا يجدون من يرأف بحالهم او يقدم لهم المساعدة، بل وعادة ما يكون هؤلاء ضحية الخلافات السياسية.
    قلت أنني أحب عالم الحيوان، وأشعر براحة بعد ان يغلبني النعاس ويكون آخر ما في ذاكرتي »عصفور ينظف أسنان تمساح برقة وبدون ألم».!!.





    [18-08-2021 12:19 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع