الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الهوية الوطنية الأردنية

    تتمتع الهوية الوطنية بحيوية كبيرة، حيث من خلالها تنتظم الحياة داخل الدولة من جميع مناحيها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ولها تأثير مهم ومباشر على القضايا الرئيسية والسياسات الرسمية الداخلية والخارجية، وخصوصًا فيما يخص تعاطي مواطني الدولة مع بعضهم البعض ومع الدولة، تبنى الهوية الوطنية بناءً على مؤشرات ومحددات يفهمها مواطني الدولة،

    ونظرًا لتغير المفاهيم ومعاني المفردات من جيل لأخر، وتعتبر الغالبية أن الهوية هي تعريف للذات، ومحدداتها غالبًا ما تكون مشتركة متحولة كانت أو ثابتة مثل: (مكان الولادة، روابط الأسلاف والأجداد، الانتماء القبلي، الالتزام بالعادات والتقاليد والأعراف، الالتزام بالقوانين للدولة، مكان الإقامة، الالتزام بالزي التقليدي، طول فترة الإقامة، الأسماء والألقاب، النشأة والتربية، اللهجة، الشكل والمظهر الخارجي)، وتستعمل هذه المؤشرات لتقوية الروابط والأواصر وزيادة الأواصر بالوطن الواحد والمساهمة في تحديد المصير المشترك.

    ولوحظ في الآونة الأخيرة تزايد في استخدام مصطلح الهوية الوطنية على الصعيد المجتمعي بعد التزايد على الصعيد الرسمي، ونتج عن ذلك قيام بعد الكتّاب بعمل دراسات عن موضوع الهوية الوطنية جانب كثير منها الصواب بقصد وبغير قصد وحسب الإنتماءات الأيدلوجية لكتّابها، أذ تعمد البعض طمس الهوية الأردنية على حساب الهوية الفلسطينية، في خطاب أقرب ما يكون لخطاب اليمين اليهودي المتطرف الذي يسعى لإفراغ فلسطين من شعبها لبنةً أساسية لمشروع توطينهم في الأردن وقيام الوطن البديل.


    والهوية الوطنية الأردنية، تحتوي على العديد من الدلالات الثقافية والرمزية والمعان التي تخلق للمواطن الأردني الكثير من الاعتزاز بهويته ووطنيته وينتج عن ذلك أنه قدم الغالي والنفيس وروحه رخيصةً دفاعًا عن الأردن الذي في البال، الوطن الذي يقوم على مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.

    ومما يميز الهوية الوطنية الأردنية بأنها تقوم على التنوع وتتشكل على شكل لوحة فسيفساء عظيمة بكافة مكوناتها،
    (أردنيون من أصول شرق أردنية، أردنيون من أصول فلسطيني، أردنيون من أصول شركسية وشيشانية، أردنيون من أصول عربية سورية، حجازية.... الخ " أردنيون من وطوائف أخرى (دروز، أكراد،....الخ) وقد ساهمت هذه المكونات جميعها في تشكيل الهوية الوطنية الأردنية.

    ومن الإشكاليات التي تواجه الهوية الوطنية الأردنية، هو كم التشابك السياسي الناتج عن الحرب "الأردنية الفلسطينية والإسرائيلية" والأعداد الكبيرة من الفلسطينيين المهددين بإلغاء حق العودة، والمؤسف أن بعض الأصوات من الداخل -الفلسطيني الأردني- تنادي بحقوق منقوصة وأشياء أخرى تهدد مصالح الدولة والشعب الأردني والفلسطيني كقانون انتخابات يعتمد الكثافة السكانية مثلاً.

    ولا يمكن أن يكون مقبولًا أن يكن الحل تذويب الهوية الوطنية الأردنية بأداة مشبوهه أطلقوا عليها إسم "الهوية الجامعة" والذي يستهدف طمس فكرة تحرير الأرض الفلسطينية وحق العودة.

    وأن تكرار استخدام مصطلح المواطن والمواطنة بكثرة في السنوات العشر الأخيرة لا يمكن أن يبدل معنى أن المواطَنة: هي علاقة المواطن بالسلطة والأفراد بين بعضهم، التي تحدد حقوقه وواجباته الوطنية. وانها ليست وضعية جاهزة تحت الطلب، انما سلوك يُكتسب عندما تتهيأ لها الظروف الملائمة، فإنه لا بد من توفر مجموعة من المقومات الأساسية المشتركة بوجود حد أدنى من الشروط التي يتجلى من خلالها مفهوم المواطنة في الحياة اليومية للمواطنين، ومن هذه أهم المقومات هو المساواة والعدالة الاجتماعية والولاء والانتماء للوطن والمشاركة والمسؤولية.

    معتصم الهويمل
    الثلاثاء ٣-٨-٢٠٢١م
    الأردن - عمان.





    [04-08-2021 12:22 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع