الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عمان - دمشق .. آن الأوان لفتح الطريق

    كم هو محزن الجدل حول عودة العلاقة بين الاردن وسورية، وفتح الحدود. سورية وعى الاردنيون عموما على حبها، وانها قطعة وردية من وجدانهم القومي.
    وقبل الحرب في سورية، فمن لم يزر دمشق وحلب واللاذقية وحمص وحماة وبادية الشام مرة ومرتين وثلاث مرات في السنة؟ من سفريات الشام بالعبدلي الى دمشق ساعتين، ومن اربد والرمثا والمفرق ترى اراضيها، حوران الممتدة والسهول الفتية والرشيقة والخصبة، ويتمد بصر العين الى جبل الشيخ والجولان المحتل.
    من مقادير السياسة الاقليمية والدولية ان سلبت فلسطين، واحتلت العراق ومزقت وحدتها، وفكك جيشها ومؤسساتها الوطنية، ودبت الحرب في سورية، وتكالب المتامرون من اقصى الكرة الارضية واقربها باسم الارهاب وتحت رايات الجهاد الداعشي ليحاربوا الدولة السورية وجيشها، وليدمروا تاريخ سورية واثارها العريقة، ويهجروا شعبها المظلوم.
    والى جانب ذلك، فصلات القربى والروابط الاجتماعية والمصاهرة والانساب، والتداخل الاجتماعي والعائلي والمصالح الاقتصادية بين الاردن وسورية لا مثيل لها.
    سورية على الخريطة هي مفتاح المشرق العربي. وهي المعبر نحو الجزيرة العربية والخليج العربي ومصر، وهي الرابط ما بين البحر المتوسط والساحل السوري واللبناني ودول المشرق العربي والعراق.
    روابط وتقاطعات التاريخية ما بين الاردن وسورية قديمة وقريبة. من الفنيقيين والكنعانيين والاراميين والامويين، بعد الدعوة المحمدية، معجم اللهجات الاردنية: الكركية والسلطية واربدوية ثري بمفردات وعبارات تعود الى السريانية والارامية المسيحية السورية.
    تاريخ الهجرات بين سورية ولبنان والاردن وفلسطين المحتلة، ودول سورية الطبيعية ضارب في التاريخ. هجرات ما قبل وبعد الاسلام. وشكلت الهجرات ولادة لتيارات اجتماعية ودينية ثورية، وحراكات سياسية في العصر العباسي والفاطمي والايوبي.
    موضوع سورية الطبيعية / التاريخية، والتاريخ الاجتماعي والسياسي القديم المشترك، ومواطن الألتقاء والتقاطع في محطات كثيرة يؤسس الى هوية موحدة تنبذ الهويات المغلقة والفرعية، وتنبذ عصابيات اثنية وطائفية ومذهبية وسياسية تسعى الى الخروج من عباءة الوحدة القومية والتاريخية لبلاد الشام وسورية الطبيعية.
    الحديث في التاريخ القديم طويل وشائك. واما التاريخ القريب، فان اكثر روابط الاردنيين مع السوريين. وان دمشق وبغداد والقاهرة اول محج للاردنيين. وهي قبلتهم العربية، واول ما تتفتح الابصار وتشجو النفوس الى السفر، وتقطع السن القانوني لاصدار جواز سفر، وتبلغ سن الرشد القومي، وبفطرة وعفوية بحتة تأمم وجهك نحو دمشق.
    «جهاز العرايس» كانوا يحضرونه من دمشق وحلب. وكنا نصحو الصبح ونخرج من سفريات العبدلي، ونشرب فنجان القهوة في المزة وركن الدين. ونتغدا في نبع العرادة، ونرجع مساء الى عمان.
    ورغم ما اصاب سورية من دمار وخراب ومجازر وتهديم لعمرانها، وانا لم ازرها بعد 2010 وبداية الحرب السورية الا انها ما زالت تعطي من كرم وجود، ومحافظة على روحها وذخائرها ومخزونها الاجتماعي اليومي.
    ومع كل اسف فاليوم زيارة دمشق مستحيلة.. وغالبية السوريين تحولوا الى مشردين ولاجئين، والحديث عن عودتهم الى بلادهم مؤامرة بنظر المجتمع الدولي والدول الكبرى، واسرائيل لا تنقطع غاراتها عن ضرب دمشق ومدن سورية اخرى.
    في موضوع العلاقة الاردنية /السورية، وقد ذهبت في هذه السطور الى جانب اجتماعي وتاريخي وانساني يستوطن في كل زواياها وابعادها واسئلتها الراهنة والمستقبلية.
    في القطيعة بين الاردن وسورية البلدان خاسران. وفي الراهن السوري، فان نظام « بشار الاسد» هو الاقوى، وقد حافظ على وحدة سورية وحماها من التجزئة والتفيكك، وما تبقى على الارض من بقايا لجماعات ارهابية في الشمال والجنوب السوري، فان الجيش السوري وحلفاءه يسارعون في القضاء عليها وحسم مصيرها.
    ومن النتائج الاستراتجية لزيارة الملك الاخيرة لواشنطن، وما تسرب من اخبار سارة وطيبة بخصوص العلاقة الاردنية / السورية وقانون قيصر. لدى البلدين علاقة تاريخية بعيدة وقريبة قوية واحيائها سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا، وليكن ذلك نحو تكامل اردني/ سوري في العلاقة على كل الصعد والمستويات.





    [03-08-2021 09:14 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع