الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    خبراء يطالبون بتجريم التحرش والعنف الرقمي
    تعبيرية

    أحداث اليوم - أكد خبراء في مجال السلامة الرقمية ضرورة العمل على تجريم التحرش والعنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي، وتشديد العقوبات والعمل على منصة لتجميع وتبادل التجارب والخبرات في المنطقة العربية، بالاضافة الى تكريس عقلية السلامة الرقمية في الدول العربية والعمل على خطط وقائية وحماية للنساء.

    وأوصوا، في جلسة عقدتها الأسبوع الماضي، الشبكة العربية الرقمية "رقمية" وبرنامج السلامة الرقمية "سلامات" الذي تنفذه مؤسسة سيكدف بالأخذ بعين الاعتبار خصوصية النساء وعمل دورات تثقيفية للنساء والفتيات الصغيرات من أجل تعريفهن بالسلامة الرقمية ومخاطر العنف الرقمي.

    المدير الاقليمي لمشروع السلامة الرقمية  "سلامات" الدكتور رائد الشريف قال ان برنامج سلامات هو برنامج اقليمي بدأ في 2020، يتم تطبيقه في ست دول عربية المغرب والجزائر وتونس والأردن والكويت والبحرين، وقريبا في ليبيا، ويتم استخدام المحتوى الرقمي في بعض الدول الاقليمية مثل فلسطين واليمن والعراق. الهدف الرئيسي منه تصحيح وتغيير بعض السلوكيات التي تخص السلامة الرقمية وما يتبعها من العنف الرقمي والآثار النفسية والاجتماعية، مع التركيز على فئة النساء والشباب.

    وشرح الشريف ان البرنامج يعمل على بناء القدرات من خلال جلسات التدريب والتكوين، ورفع مستوى الفهم والوضوح فيما يخص السلامة الرقمية، ويتم ذلك من خلال المشاركة المحلية سواء من خلال الأفراد او منظمات المجتمع المدني، وعادة ما يتم كتابة المحتوى في جميع الدول باللهجة المحلية لتلك الدول.

    وقال الشريف "هناك نقص كبير في التغطية الإعلامية لقضايا السلامة الرقمية، ومع ذلك وخلال سنة واحدة تم نشر 158 فيتشر على الاذاعة والتلفزيون والصحف المحلية، ومن خلال عملنا تم التطرق الى 93 حالة لها علاقة بالعنف الرقمي، وهو رقم بسيط في ظل انتشار الظاهرة، ونحن بصدد إطلاق اول دليل تدريبي لمقدمي خدمة الدعم المعنوي والنفسي لضحايا العنف الرقمي".

    منسقة "سلامات في الجزائر فريال منور تحدثت عن حالة وصلت إلى البرنامج لتبين انه مع بداية جائحة "كورونا " واضطرار أكثر من 60% من النساء للعمل من خلال البيت، تواصلت مع "سلامات " احدى العاملات لتقول انه  "عند بداية الكورونا تم تكوين مجموعة عمل على الفيسبوك، وحسب معرفتها فإن أعضاء المجموعة كان أغلبهن  من النساء، وحسب طبيعة عملهن فالنساء في هذه المجموعة كن معتادات على نقد مشاريع بعضهن البعض في إطار عملهن.

    وقد قامت هذه المرأة بتوجيه ملاحظات على مشروع لزميل لها، وتم تسريب التعليق الذي يخص الانتقاد الى خارج المجموعة عن طريق زميلة أخرى لها، ولكن بطريقة مفبركة، وبعد ذلك تم اختراق حاسوبها في العمل بطريقة ما، وتم تداول صورها الشخصية والعائلية ومعلوماتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تعلم بذلك حتى عادت في احد الايام الى مكان عملها لبعض الاجراءات الادارية، لتلاحظ بعض التفاعلات الغريبة بين زملاءها، مثل تعليقات على بعض ملابسها وجسدها مع أنها محجبة".

    تتابع منور "وبسبب ان ثقافتها الرقمية محدودة للغاية فقد تواصلت معنا لتبلغنا انه تم تهكير حاسوبها، ولقد تواصلنا معها لمدة 4 أشهر تقريبا كي نفهم الصورة العامة لهذه الحالة، فقمنا بتقديم نصائح رقمية لها كانت لا تعرفها مثل تغيير كلمات السر وكيفية حماية حساباتها، وكيف تتصفح الانترنت بشكل آمن، ولقد كانت حالتها منهارة ولذلك قمنا بتقديم الدعم المعنوي لها، وتواصلنا مع مركز استماع وتواصل من اجل تقديم الدعم النفسي لها بموازاة الدعم التقني الذي نقدمه من خلال سلامات، وبعد ذلك قامت بالتواصل مع نقابة العمل والشركة التي تعمل بها من أجل سرد قصتها لهم، ولم يتم التجاوب معها حتى هددتهم بانها ستقوم برفع قضية ، وبعدها قاموا بتقديم بيان لطلب الاعتذار وفصل الموظف الذي قام باختراق حاسوبها، ولم يتم اتخاذ أي اجراء بحق من قاموا بالتشهير بها، وعلى الرغم من الدعم الذي وجدته من أقاربها، إلا أنها اكتفت بالبيان الذي تم تقديمه ولم تقم برفع قضية وتوقفت عن العمل معهم لأنها لم تتحمل العمل مع الفريق الذي سرب صورها ومعلوماتها".

    بدورها قالت منسقة "سلامات" في تونس سلمى بلحسين ان البرنامج تعامل مع حالة لفتاة قاصر عمرها 13 عاما، وصلتها رسالة من شخص لا تعرفه، أخبرها أن لديه صور إباحية لها، وابتزها بطلب المال او نشر الصور، ولقد شعرت بالخوف من أهلها بالرغم من تأكدها بأنه لا يوجد صور لها، ولكن كان قد قام بخداعها، "وبالرغم من أن أمها قاضية وأباها محام، فقد لجأت إلينا، وقد قمنا بمساعدتها في حماية حسابها والاتصال بمندوب حماية الطفولة من أجل الحديث مع ولي امرها".

    واضافت بلحسين: "وهناك حالة أخرى كان لها ضجة كبيرة في تونس، حيث هناك شخص قام بعمل مجموعة على الفيسبوك من اجل تعريف الرجال على النساء، وكان هناك العديد من النساء المحجبات في هذه المجموعة، وقد قام هذا الشخص بالطلب منهن ارسال صور لهن من غير حجاب من أجل تعريفهن على "أزواجهن المستقبليين"، وبعد ذلك يقوم بابتزازهن من أجل ارسال صور اباحية لهن، أو سيقوم بنشر صورهن، وبعدها يقوم بطلب اجراء مقابلات فيديو لهن على سكايب، وبعدها يطالبهن بإرسال الأموال".
     
    منسقة "سلامات" في الأردن لينا المومني أشارت الى ان الاردن من اوائل الدول التي تم طرح موضوع الصحة النفسية فيها، وكان الهدف منه توضيح ان الانتهاك الرقمي يسبب الضرر النفسي، "وقد قمنا من خلال بعض الحملات بالقاء الضوء على التحرش والتنمر الالكتروني، وقد استقبلنا 38 حالة لسيدات وفتيات تعرضن للابتزاز والاستغلال والتهديد، وقد تعرضن لضرر نفسي، ولجأن إلينا من أجل المساعدة في الصحة النفسية".

    وبينت المومني انه  خلال جائحة كورونا لم يتم استقبال الحالات وجها لوجه وإنما عن بعد، "وكنا نتجنب الخوض في التفاصيل الشخصية للحالات، وتقوم الأخصائية النفسية لدينا بتقديم خدمة الاستماع والدعم والنفسي كي تفهم الحالة وتقديم الاجراء الصحيح، كان هناك ارشاد فردي لبعض الحالات وارشاد جماعي لحالات أخرى، وبعد ذلك وحسب رغبة كل حالة يتم الارشاد القانوني والمضي في الاجراءات القانونية من خلال مستشارة قانونية خاصة، مع مراعاة السرية والخصوصية والموضوعية الكاملة، واعتقد ان هذه المميزات هي اكثر ما يجذب النساء للجوء الى سلامات لانها جهود موثوقة تقدم الدعم بطريقة موضوعية".

    الناشطة في مجال حقوق الانسان مريم صوالحية قدمت ملاحظات عامة عن العقوبات ضد التحرش في الدول العربية، لتؤكد أن هذه العقوبات غير كافية لردع انتشار الظاهرة، حيث ان القوانين لم تتعرض للجانب الوقائي الذي يحمي النساء من التحرش والانتهاك الرقمي، كما ان الاجراءات في القوانين غير واضحة لكافة النساء.

    وشددت صوالحية على ضرورة ان تقوم   منظمات المجتمع المدني بدورها من ناحية التوعية والاسناد القانوني، "وهناك تباين في الدول العربية من خلال تجريم الانتهاك الالكتروني، ولا يوجد نصوص صريحة في القوانين لذلك"، لافتة لوجود حوالي 30 مبادرة للحديث عن العنف المبني على النوع الاجتماعي، وهي مبادرات اغلبها جمعيات نسوية، وبعضها يتحدث عن العنف الرقمي، والتوعية للنساء من حيث الحماية والاجراءات القانونية





    [26-06-2021 08:42 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع