الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    احذروا رفع سن التقاعد للكبار

    التعديل على التقاعد المبكر وحصره باسباب صحية كان ضمن الموجة الاولى من الاصلاحات الاكتوارية لمؤسسة الضمان الاجتماعي وقانونها .
    و بلا شك ان الضمان الاجتماعي مؤسسة استراتيجة اجتماعية واقتصادية سيادية ، وحامية للامان الاجتماعي وخطط الطواريء الاجتماعية . و
    ليس هناك من عاقل لا يحرص على الضمان الاجتماعي وما يقدم من مسؤوليات خطيرة .
    رفع سن التقاعد المبكر في الجولة الاولى كان منطقيا ومقبولا ، ويحد من استنزاف موارد المؤسسة ومدخرات اموال صندوق متقاعدي الضمان الاجتماعي .
    و فكرة رفع سن التقاعد جاءت في الدول الاكثر تقدما وتطورا في الخدمات والرعاية الصحية . والدول التي فاق معدل الاعمار بها فوق الثمانين .
    فما بات من الممكن الابقاء على اعمار التقاعد المكبر ، والعالم كان يشهد موجات من التقدم والتطور الطبي ، وفتوحات في العلوم الطبية ، والسريرية والمخبرية والدوائية والعلاجية .
    قفزت العلوم الطبية على كل المستحيلات ، واصبح العلماء يتحدثون عن الشفاء المطلق ، وفلا مرض بات عصيا على الانسان والعلوم الطبية المعاصرة ، وفلسفيا اقترب مفكرون من اطروحة الانسان الابدي والخلود الانساني ، والانسان المعافي ، نهاية المرض والموت .
    حاليا ان اي قرار لرفع سن التقاعد مخالف للشروط الموضوعية الصحية والوبائية . الاردن يعيش ازمة كورونا ، وصحة الانسان عرضة لمخاطر الوباء الطارئ ، ومؤشر الامان الصحي الذي كان قائما تعرض الى انتكاسة وضربة على الرأس ، ولو اخذنا مؤشر اعمار الوفيات خلال عامي الوباء 2020 و2021 لاكتشفنا ان المعدل المعياري للموت طال الشباب وما فوق سن الاربعين .
    وبفعل كورونا ان معادلة تقدم الرعاية والخدمة الصحية ، وربطها السن التقاعدي قد اختلت . وكما ان كثيرين خسروا وظائفهم بفعل تداعي ازمة كورونا اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا ، وارهقتهم الازمة معيشيا ، ومن مخلفات كورونا اردنيا ولادة زحف طبقي من الطبقة الوسطى الى الفقيرة والى الاشد فقرا ، ووصولا الى الفقر المدقع .
    الحكومة والضمان الاجتماعي لا يملكون قاعدة بيانات وارقاما دقيقة حول مؤشرات ومعدلات الفقر . واي قرار نحو تعديل سن التقاعد ورفعه ، وذلك يحمل النقمة بالاول على الشرائح الاجتماعية المتضررة من كورونا ، ولا يحقق عدالة اجتماعية ، ولا يتناسب مرحليا مع تداعيات وتوابع الوباء على الظرفية الصحية العامة ، والوباء يصطاد الاعمار الشابة والمتوسطة .
    سن التقاعد المعمول به حاليا مثالي وعملي ، ومناسب لمصالح علاقات العمل ما بين العامل وصاحب العمل وما يقدم من اقتطاع مالي من حصتيهما في الضمان ، وهو مال للتوفير الوطني ، ورأسمال وطني الاجدى والانجع التفكير في صوابية وحكمة ونجاعة استثماره في مشاريع تنموية مجدية ، والمساهمة في التنمية والانتاج وتعزيز للعمالة الاردنية وترتقيتها وحمايتها اجتماعيا .
    و هذا هذا الجو الوبائي الاليم اجتماعيا واقتصاديا . المهم بل الاهم هو حماية عيش مشتركي الضمان ، ومتقاعدي الضمان ، وتوفير الحماية الاجتماعية ، كورونا خلفت وراكمت سلف باهظة على مشتركي الضمان وذلك من خلال البرامج الرعاية الاجتماعية المقدمة من المؤسسة ، وتشمل شرائح وقطاعات متضررة من ازمة كورونا .
    ادعوا الى التنبه والحذر من المس بالسن التقاعدي وحوافر التقاعد المبكر . مؤسسة الضمان حامي اجتماعي ، ولا يجوز بكل الاعتبارات المس حاليا بالسن التقاعدي ، من يفكر بالقرار خارج تداعيات وتوابع كورونا على الانسان والاقتصاد فهو عابث وقصير النظر .
    قوة الضمان الحقيقة والراسخة في حماية امواله واستثماراته والادارة الحصيفة والحكيمة . اكثر من 6 مليارات دينار ، حماية اجتماعية ، ونماء وطني ، واستثمار في التنمية وفرص ، ومشاريع الانتاج الناجعة .





    [19-06-2021 08:28 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع