الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الزراعة .. استراتیجیات على الرف

    قبل رحيلها بأيام أقرت الحكومة السابقة استراتيجية وطنية للتنمية الزراعية.

    هذه الاستراتيجية ليست الأولى وهي لن تكون الأخيرة فقد سبقها استراتيجيات وخطط وبرامج وسيليها الكثير.

    إذا كان وزير الزراعة في هذه الحكومة يريد أن يضع خطته الخاصة فهي يجب أن تقدم رؤية وأهدافا مختلفة وإلا ما فائدة التكرار لمجرد تسجيل إنجاز مع أن الفريق الذي وضع وسيضع هذه الاستراتيجيات هو نفسه طاقم الموظفين والخبراء الموجود في الوزارة مع كل وزير.

    التحذير كان من جلالة الملك من أن أزمة محتملة للغذاء في العالم ستقع خلال الفترة المقبلة بسبب أزمة كورونا.

    لاحقا أيدت تقارير دولية توقعات أزمة الغذاء وبالغ بعض الخبراء عندما توقعوا أن تتسبب هذه الأزمة بتناحر.

    حتى الآن استجابت الحكومات لمفهوم الأمن الغذائي بحسن النوايا، حتى أن حكومات اعتقدت أن توسيع الاستيراد ومنح رخص لاستيراد الحبوب والأغذية بلا شروط من أهم أركان تحقيق الأمن الغذائي.

    قبل وضع أي استراتيجية أو خطة سنحتاج إلى دراسة أسباب تراجع الزراعة ولفت الإنتباه لهذا القطاع الحيوي، ليس لوقف التراجع فقط بل لجعله قادرا على تحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء قبل لعب دور مخزون قادر على تغطية أوسع تتعدى الحدود في ظل مشاق متعددة العقد في اليات التصدير.

    صحيح أن الأردن يفتقر إلى أهم عوامل الزراعة وهي الأرض والماء والعمالة ورأس المال لكنه يستطيع أن يتغلب عليها بالتكنولوجيا وبالتوظيف الأمثل للموارد لكن قبل هذا وذاك عبر سياسات محفزة.

    لا يمكن الحديث عن نهوض القطاع الزراعي في ظل تدني مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي الى 6.4 %وتراجع الأرض الصالحة للزراعة، التي كانت 12 %من مساحة المملكة، إلى أقل من الثلث وتحويل المياه الى الشرب والأرض إلى سلعة عقارية ونظام تعليمي يفرخ أطباء ومهندسين وموظفين ويسمح بالإتكال على العمالة الوافدة ليعالج زيادتها بعد ذلك بسياسات غير مفهومة بل متناقضة.

    لكي تصبح الزراعة استراتيجية كما يريد جلالة الملك، فلا بد من العمل على دعم بنك للبذور ومعالجة مشاكل القطاع العمالية وتسهيل توظيف التكنولوجيا وتغيير آليات التعامل مع التصدير بترك المزارعين وجهودهم دون الحاجة لابتكار شركات تصديرية
    غير لازمة سرعان ما تصبح من المعيقات والأعباء.

    من دروس أزمة كورونا هي الاتجاه لزيادة حصة الإنتاج المادي -زراعة، صناعة، إنشاءات-؟، ليس المطلوب تغيير الخطط التي منحت الخدمات حصة الأسد في الاقتصاد، المطلوب فقط أن نحقق على الأرض بعض الأهداف التي يمكن تحقيقها بسهولة.





    [04-05-2021 10:39 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع