الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا .. التحدي باللقاح

    امام معركة كورونا شهران ولنقل ثلاثة شهور، اذار وايار ونيسان، وهذه الشهور مفصلية لحسم النتيجة النهائية لمعركة كورونا الاردنية. فاما خروج من الازمة ومازقها او البقاء فيه.
    ما هو الراهن لحسم المعركة ؟ اولا واخيرا : اللقاح، ووصول اللقاح للاردن، وان يجلب الاردن حصته المطلوبة من الدول والشركات المصنعة والمصدرة للقاح كورونا. حتى مازال الاردن يصنف من الدول الاقل حظا في اللقاح، وما قد وصل الاردن لا يكفي بسد الحاجة المجتمعية من اللقاح، الى جانب ان عدد متعاطي اللقاح لم يتجاوز باعتراف رسمي مئة الف مواطن.
    ومن المفترض ان يخوض الاردن جولات سياسية ودبلوماسية ويحرك ادواته الناعمة مع الدول المصدرة للقاح، ولكي يحصل على حصته المطلوبة، والى جانب تنويع مصادر واتفاقيات اللقاح من الصيني الى الامريكي والروسي والكندي.
    مر عام على وصول كورونا للاردن. ومر اكثر من 3 شهور على تشغيل منصة التطعيم، ومازالت الشكاوى ذاتها تكرر من عدالة توزيع اللقاح.
    عودة حظر الجمعة، وتمديد ساعات الاغلاق الليلي. وقد دخلنا في الاسبوع الثاني، وعداد الاصابات اليومية مازال مرتفعا. وتطبيق الحظر الشامل وقرارات الاغلاق تبثت في كل تجربة انها فاشلة ولا تحقق اي مردود ايجابي في محاربة الوضع الوبائي.
    الحديث الطبي الفارط عن حرب سلالات الفايروس الجديدة ضرب من اجتهادات صحية، ونوع من التفنن في خلق اجواء وبيئة صحية عامة لديمومة الفايروس، وتعظيم مخاطره، ودب الهلع والرعب في نفوس الناس. فما نسمعه في الاخبار عن الفايروس البرازيلي والجنوب افريقي والبريطاني بعيد كل البعد عن
    بلادنا ومحطينا الاقليمي، ولا يهتم به اقليميا الى خبراء الصحة والاوبئة في بلادنا.
    يعني،فان الدول القريبة والمجاورة للبرازيل وجنوب افريقا وبريطانيا لم تتخذ اجراءات صحية مشددة بخصوص الفايروسات الجديدة. وما تتابعه من تصريحات لمسؤولي لجنة الاوبئة الاردنية حول الفايروسات الجديدة متخبطة وبلا مرجعيات طبية وازنة وموثوقة.
    ولنعد الى اللقاح، فخطة التطعيم بحاجة الى مراجعة جذرية من الف الى الياء. واعادة تشغيل المنصة، وانتاج خطاب صحي مجتمعي مؤمن باللقاح ونجاعته واهميته الصحية. والتخلص من الكلام الزائد الصادر عن جهات اعلامية وصحية ودينية تشيطن اللقاح، وتشوش على حقيقته الصحية، وتبعث في نفوس الناس خوفا وذعرا من تلقيه.
    تطعيم جماعي، والوصول الى مناعة مجتمعية بوقت قياسي. وهذا ما يراهن عليه اردنيا لكسب معركة كورونا، والخروج من مازق ازمة الفايروس اللعين. وعدا ذلك، فكلها تطبيقات واجراءات تقتل الاقتصاد وحياة المواطنين وعيشهم اليومي، وتنهك البلاد والعباد، وتوصلها الى حافة الانزلاق نحو ازمات اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية مفتوحة، ولا يحمد عقباها.
    كمية اللقاحات التي وصلت الاردن غير كافية. ويفترض على الحكومة في سباقها مع الوقت بمعركة التلقيح ان تسارع في جلب اللقاح. واذا ما قلنا ان عملية التقليح تفترض ان كل مواطن يحتاج الى جرعتي لقاح، وما بين جرعة والثانية اسبوعان، وان عدد متلقي اللقاح حتى الان مئة الف مواطن، وان عدد سكان الاردن 10 مليون نسمة، وامكانات المستشفيات و المراكز الطبية محدودة في تقديم اللقاح، فهل ان عملية التقليح ستستمر لعشرة اعوام واكثر؟
    للعلم، ان الدول التي انتصرت على كورونا، وكسبت معركة عودة الحياة، فان استراتجيتها وادوات سلاحها لم تكن الاغلاقات والحظر الشامل فحسب ، بل التعطيم والمناعة المجتمعية، وتطعيم اكثر من 70 % من السكان.
    حتى لا نخسر معركة كورونا، وحتى لا نخسر اكثر في معركة تداعيات كورونا، ونغرق في دوامة لامنتاهية من تبعات وخسائر كورونا، لا بد من الانتباه لان دول مجاورة وقريبة للاردن اعلنت عن رفع الاغلاقات وفتح الحدود والمعابر، وعودة الحياة والاقتصاد، وكل ذلك جاء حتما بعد حملات التطعيم وخلق مناعة مجتمعية.





    [08-03-2021 08:23 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع