الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لمن الإعلان الوظيفي ؟!

    قبل ايام نشر اعلان للراغبين بالتقدم بالالتحاق في وظائف. ومن قبله قرات اعلانا لشغر مواقع ادارية عليا مدراء عامين وامناء عامين.
    هاتفني اصدقاء يسالون عن الاعلان الاول وهم من حديثي التخرج من تخصصات علاقات دولية وعلوم سياسية وانسانية وقانون. لم اعرف ان ابعث الاحباط في نفوسهم.
    ومن هاتفوني من ابناء جلدتي، وحالهم من حالي، واعرف احوالهم الاجتماعية العامة، فلا وراءهم سند ولا ظهر ولا واسطة، تسخر كل الاقدار وتذلل الصعاب والتحديات وتحولها الى فرص ليحصلوا على وظيفة ويحلم اي شاب اردني مجتهد ومثابر، وعصامي بان يرتقي اليها.
    بعضهم التقط الاشارة والايحاء، وفهم قصدي، واختصر على نفسه طريقا. فليس من الضروري ان يتقدم لوظيفة من وهم وسراب وحلم بعيد، ويعيش حروبا وصراعات دينكاشوتية. فالشاطر من يعرف كلمة السر، ويعرف ما له وما عليه، ويعرف ان ثمة ترسيمات طبقية واجتماعية غير معلنة للوظائف.
    الاعلان قد تكون شروطه منطبقة على الطالب المتقدم بحذافيرها. ولكن قد ينقصه عندما يذهب الى المقابلة ان يكون مرتديا بذلة ماركة ايطالية، والعطر يفحفح من جوانبه، ويتقلد في يده ساعة رولكس، ويكون قد وصل الى مكان المقابلة بسيارة خاصة وسائق خاص، ويجلس في الكرسي الخلفي، وليس من جماعة السير على الاقدام والتكسي الاصفر والسرفيس وباصات النقل العام.
    يظلومنا، ويظلموا شبابا حائرين وتائهين عندما ينشروا هكذا اعلانات. فمجالها وحيزها الطبقي والاجتماعي معلوم، ويمكن الابلاغ عنها عبر مجموعات «واتس اب» خاصة ، وعبر جلسات وسهرات ولقاءات خاصة، او استدعاء المطلوبين والمرغوب والمقصود تعيينهم دون اعلان شروط التعيين، وهذا الكلام الزائد.
    في الاردن الوظائف العليا والحساسة متلازمة عائلية. فكما ان ابيك قد يورثك «قواشين وعقارا وسيارات واسهما في البنوك والشركات»، فاضف اليها وظيفة مرموقة تليق بمكانك ووضعك الاجتماعي. واعرف ان كثيرين جرى تعيينهم من باب الترضية وبعدما حردوا وزعلوا.
    وهذه هي الحقيقة. وانا شخصيا لم اتقدم يوما لوظيفة. واكثر ما يثير شكوكي وعدم يقيني بالانصاف والمساواة والعدل في اعلانات الوظائف. واقول اتركها لمن يملك واسطة ثقيلة، وما اقوى نفوذهم في بلادنا.
    والادهى وقبل ان اختم كلامي، ان بعض من زجوا في مواقع وتحت الواسطة والمحسوبية والتنفيع، وغير ذلك. وقد اصبحوا بعد التصاقهم بالكراسي يسيقون خطاب بروغاندوا عن قيم النزاهة والشفافية والعدالة الوظيفية، ويبتكرون اساليب عبقرية في تسخير الوظائف ل»قلة لقليلة « من المتنفعين والمتنفذين.
    نحن ابناء القاع والحراثين تاركون قسرا الوظائف العليا لكم. ولكن اتركونا بحالنا والله يكثر خيركم ! اعلم ان هذا الكلام في هذا التوقيت تحديدا لا يروق لمسامع كثيرة.





    [07-03-2021 10:39 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع