الرئيسية
حدث وصورة
أحداث اليوم - أطلق برنامج السلامة الرقمية "سلامات"، الذي تنفذه مؤسسة سيكدف في عدة دول منها الاردن، حملة اقليمية بعنوان " "سلامتك النفسية في إنترنت آمن" تركز على العواقب النفسية والاجتماعية للتهديدات والمخاطر الرقمية و وتأثيرها على الصحة النفسية كاللتحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني على النساء.
وقال تقرير صادر عن الحملة انه مع استمرار تصاعد التهديدات والهجمات الإلكترونية عبر الإنترنت، أصبح من الضروري نشر الوعي في مجتمعاتنا حول خطورة هذه الجرائم وتأثيرها على نفسية الناجيات وضحايا الجرائم الإلكترونية، حيث يمكن أن يعانوا من صدمات نفسية تؤدي الى الاكتئاب والعزلة، وأحيانا إلى أذية النفس أو الانتحار.
ولفت الى ان الحملة تأتي ضمن فعاليات اليوم العالمي للإنترنت الآمن الذي يصادف في التاسع من شباط، حيث ستتضمن الحملة مجموعة من الانشظة سينفذها برنامج "سلامات" من خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بحسب منسقة البرنامج في الاردن لينا المومني.
وقالت المومني ان الحملة ستتضمن التعريف ببعض الإنتهاكات الرقمية مثل التحرش والتنمر الإلكتروني وتأثيرها على الصحة النفسية، مبينة ان "شبكات التواصل الاجتماعي لا تخلو من الأشخاص الذين قد يميلون إلى الرغبة في أذية الآخرين عن طريق ترهيبهم او فبركة وتزوير بياناتهم الشخصية من صور وفيديوهات وبالتالي تبدأ عملية الابتزاز واحيانا تتصاعد للتهديد وطلب مبالغ مالية. و لهذا سيتم خلال الحملة توضيح خطوات التبليغ عن هذه الإنتهاكات بالتفصيل، على وسائل التواصل الإجتماعي وكيفية الحذر منها، فالمبتز لديه طريقة مدروسة للتقرب من الضحية من خلال مثلا بناء الثقة، والتواصل المستمر الذي قد يهيك لك بوجود بيئة آمنة لتبادل المعلومات والقصص او المواقف الشخصية. وبعدها يقوم بابتزازك بها".
وبينت المومني انه بالإضافة إلى التطرق إلى المعلومات المضللة، وخصوصا خلال الفترة الأخيرة ومع الجائحة انتشر هذا النوع من الأخبار والمعلومات بشكل كبير، وهذا يؤثر سلبيا على صحتنا النفسية، ولهذا يجب توعية الناس أن يكونوا أكثر حرصا على اختيار مصادر الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا مثلا، وجميع الأخبار الأخرى، وذلك حفاظا على صحتهم النفسية و صحة عائلاتهم وأصدقائهم.
ومن ضمن فعاليات الحملة نظم برنامج سلامات مؤتمراً إقليمياً إلكترونياً ضمن ناقش ا مختلف أشكال العنف الإلكتروني ضد المرأة خاصة في سياق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتأثير هذا العنف على صحة المرأة وسلامتها النفسية.
تطرق المؤتمر ايضا الى مداولة وتحليل هذا الشكل من العنف الممارَس ضد المرأة، وتقديم حلول ونصائح تخص الخدمات الاجتماعية والنفسية للتصدي لهذا النوع من العنف، كما طرح التحديات التي تعرقل تنفيذ المبادئ والتوجيهات الخاصة بالتعامل مع ضحايا العنف الإلكتروني وتطبيق ممارسات السلامة الرقمية التي بإمكانها التقليل من حدة العنف الإلكتروني وتفاديه.
الاخصائية النفسية في معهد تضامن النساء "تضامن " الدكتورة ملك السعودي تحدثت في المؤتمر عن، الأعراض المصاحبة لحالات الانتهاكات الرقمية، والجرائم الإلكترونية، وأهمها اضطرابات القلق، التوتر، يأخذ الموضوع حيز تفكيري كبير،"و ربطت الدراسات الحديثة الإكتئاب وهو عالم واسع و يأخذ حيزا لارتباطه باضطرابات النوم والقلق واضطرابات الأكل، كما لوحظ جدا عند الحالات التي تم استقبالها خبية الأمل، وخاصة من الإناث، التي تكون ضحية شخص قريب وثقت به أو صديقة، فهو ليس من الضروري ان يكون المعتدي من الذكور، و هي مرتبطة بحالات الانتحار للأسف، و ترتبط بمرحلة ما بعد المراهقة إلى دخول الجامعة، وهي مرحلة حساسة عند الإناث أو الذكور".
وقالت السعودي" أكثر ما كان يلفت نظرنا إستغلال الذكور لبعض و كان من الملفت أن يطلب الذكر المساعدة عندما كان يتم ابتزازه بصور أو فيديوهات، الثقافة المجتمعية تمنعهم من التبليغ ودخول المحاكم للأسف، لهذا نضطر أحيانا للابتعاد عن الجانب القانوني ونعالج الموضوع اجتماعيا ونفسيا".
وشرحت السعودي الاجراءات التي يتبعونها في "تضامن" حيث يتم استقبال الحالة، ضمن ادارة حالة بحيث يتم فتح ملف خاص للحالة من قبل المسؤول، ويتم البدء بتقديم الدعم النفسي بطالب المساعدة، "حتى نحاول ان تكون انفعالاته ردوده أكثر هدوءا وخصوصا في حالات الجرائم الالكترونية لأنه بالغالب يتم التعامل مع شخص لا تعرفه وبعدها يتم توضيح الاجراءات القانونية للشخص و تقديم الارشادات، و بعض الحالات يتم تعيين محام خاص من تضامن وهو يقوم بالتعامل مع كافة الإجراءات ويتم التعامل لحل هذه الانتهاكات مع وحدة الجرائم الإلكترونية ويتم حلها بكامل السرية والموضوعية. وعادة ما يتم حلها بزيارة واحدة فقط للوحدة وبدون رفع أي قضية على الطرف الآخر".
اخصائية علم النفس في برنامج "سلامات" فرح شاش بينت ان برنامج السلامة الرقمية الإقليمي يتعامل مع تزايد حالات الانتهاك الرقمي برفع مستوى الوعي حول العنف الإلكتروني وتأثيره وزيادة وعي النساء والفتيات والشباب بالخيارات والطرق المتاحة لهم لضمان سلامتهم وخصوصيتهم عبر الإنترنت بالإضافة الى تقديم موارد وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي عبر الإنترنت والتوجيه لآليات متخصصة بالمجال.
و عرفت شاش الدعم النفسي الإجتماعي بأنه، دعم غير علاجي المقدم بهدف دعم الناجين من العنف في التعامل مع عواقب العنف والتغلب عليها وإعادة بناء الهياكل الاجتماعية.
و ذكرت بعض التحديات التي تواجه الفريق في التعامل مع ضحايا/الناجيين من العنف الإلكتروني، فالتمييز بين حياتنا على الإنترنت والحياة الواقعية هو تمييز خاطئ. فهناك مقولة مفادها أنه مجرد اتصال بالأسماء بعالم الإنترنت و ليس اتصالا حقيقيًا، أن المشاعر لا تتأذى عبر الإنترنت وأنها ليست مشكلة حقيقية لكن عالم الإنترنت حقيقي وحياتنا الواقعية متكاملة ومكملة تمامًا مع الإتصال الإنترنت. فكرة أننا لسنا بحاجة إلى منصات على الإنترنت للبقاء آمنين هي فكرة خاطئة "، بالإضافة إلى تحدي كبير وهو أن مقدمو الخدمة لا يعتقدون أنها هذه مشكلة خطيرة، و أيضا لا توجد بيانات كافية عن التأثير النفسي والاجتماعي للعنف السيبراني، أظهرت الأبحاث أن النساء الناجيات من العنف السيبراني يشاركن مشاعر مثل العار و لوم النفس (الضحية)، شعر عدد منهم بأنهم سمحوا للعنف بالحدوث، من خلال الرد على الابتزازخوفًا من معرفة أسرهم".



