الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    خواطر مضيئة في التنمية البشرية

    يونس الكفرعيني - ليس هناك ما يدفعنا اكثر لنمضي في هذه الحياة اكثر من الشغف، تعززه الارادة وحب الطموح، ولا باس ان عززت ذلك بعض المواقف الطارئة التي تعطينا رغبة اضافية في قتل ذلك الشعور المؤلم الذي رافق انتكاسة هنا او احباطا هناك، او لربما كان دفعة حماسية من بعضهم، تركوا فينا املا بان القادم اجمل، ولا باس في المحاولة لتغيير نمط قائم الى نهج جديد تملؤه الحيوية.

    ان النفس البشرية مفطورة على التطور والتغيير، وحب التقدم ورفض الخمول والاستسلام، وتجدها غالبا ما تكد وتتعب في سبيل ذلك، حتى وان اكتفت بالحلم والتمني رغم عدم نجاعته، الا انه دليل واضح على وجود بذرة قد تنموا يوما ما، او طاقة ستنفجر حتما في وقتها المناسب.

    ان الواقع واللحظة والان ما هي الا لحظة سريعة تفصل بين الماضي والمستقبل، انها سريعة لدرجة انها قد تكون غير ملحوظة، فما ان يحل المستقبل ليكون واقعا حتى يتلاشا في زمن الماضي، وهذا ما يعطينا شعورا رهيبا بالخوف من فوات اللحظة، وسرقة العمر دون انتباه او حسن تقدير.

    ان العلاقة بين التحفيز والتخطيط والتنفيذ والتقييم، يجب ان ترتبط ارتباطا وثيقا بالزمن، لان مقياس نجاح اي تغيير هو استغلال الوقت بشكل فعال، وتوظيفه في محله وحسب الفترة التي خصصت له، بعيدا عن التسويف والتاخير والالغاء، والحذر من التكديس والتراخي والتشعيب.

    ان خلق الروح الجديدة، يتطلب ادوات جديدة وتقينات متطورة، خارجة عن مالوف ماجرت عليه العادة والروتين، تتماشى مع تطور الاحداث وحدوث الطفرات في السلوك البشرية وانعكاسها على المجتمع، والوضع المادي ومتطلباته وضغطه على الانسان، والابعاد الثقافية والتعليمية والمعرفية التي تتفاوت بين شخص واخر ومجتمع وآخر.

    الانسان دائم التغير والتحول، رغم ما يشاع عن ثبات الطبع، وجمود العقلية، وهذا امر نسبي ويعتمد بالدرجة الاولى على تغيير البيئة والمؤثرات، من حيث قوتها ومصدرها واستمرارها، ولابد من هنا من الانتباه الى عوامل الشد العكسي مثل الانكار والعناد والرفض السلبي والنقد اللاهادف.

    ادبيات التغيير تتطلب الالتزام والاصرار والثبات، ورفض ومقاومة سهام التثبيط والاحباط، ومن ادبيات التغيير ايضا الشمولية والايجابية وحب الخير للاخرين، والانتصار للنفس ومقاومة الرغبات العكسية، ومنها ايضا التغيير بشكل جماعي واستنهاض الاخرين لخلق جو محفز وبيئة اجتماعية داعمة.

    لا بد لنا من الحلم، والنظرة العابرة للحاضر، ان الاحلام وحي صادق ياتينا من غيبيات الغد الذي نطمح له، لنحلم ونسهب في تفاؤلنا، ونستمر في الغوص في اعماق خيالنا، دعنا نكبر ونكبر ونتعلق بذلك الحلم، انها الطاقة الوحيدة التي لا نشبع منها، اننا نحتاجها حتى نتجاوز الواقع، ونصحو من احلامنا بعزيمة اقوى واصرار اكبر، لنخلق الروح الجديدة التي تستحق ان تحظى بذلك الحلم، لانه حتما سيغدو واقعا وحاضرا نعيشه بكل تفاصيله.





    [06-02-2021 11:30 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع