الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا الأردنية .. كلام نحتاج إلى سماعه!

    من يبشرون بصوت التهديد والوعيد الناعم بالتراجع عن قرارات الغاء الاغلاق وحظر الجمعة، وساعات الحظر الليلي. فلماذا لا تتحمل صدورهم الاجابة عن سوال الاعلام والشارع الاردني عن حملة تطعيم كورونا، ولماذا ما زالت الاعداد متدنية ومتواضعة، واقل بكثير من العدد المأمول والمرجو وبائيا وطبيا للوصول الى لحظة ونقطة المناعة الجماعية ؟.
    لماذا لايجري مراجعة وتقييم لحملة تطعيم كورونا ؟ اخبار لقاح كورونا تزداد غرابة. ما بين مواطنين واثقين بنجاعة اللقاح، ويلهثون بحرارة وشدة لاخذه والتسجيل على منصة التطعيم، وانتظار رسالة من المنصة لتحديد زمان ومكان اخذ اللقاح. واخرون مترددون غير واثقين ومشككين ويبدون خوفا من اللقاح.
    وما زاد من استغرابي، انه رغم تدني الاقبال على اخذ اللقاح، والاعداد المتوضعة والبسيطة المسجلة على المنصة البالغة حوالي 32 الف مواطن، والاخرى التي تلقت اللقاح، فما زال كثيرون من الفريق المؤيد والمؤمن بنجاعة اللقاح ينتظرون على الدور ولم يُحدد لهم موعد لاخذ اللقاح.
    كورونا الاردنية مكسوة بالغرابة. ولا يعرف المواطن اين يجد ضالته، يبحث عن لقاح لاكتساب المناعة ومقاومة الفايروس ودحره من اختراق حياتنا واجسادنا، فلا يعثر عليه، وتسد الابواب في يسر وسهولة وتشجيع المواطنيين على اخذ اللقاح. وعلى اعتبار حاسم ان اللقاح هو السبيل الطبي الوحيد المتوفر حاليا للنجاة من كورونا، ومن لديه وجهات نظر اخرى في هذا الخصوص فليطرحها دون مواربة.
    الموجة الاولى من كورونا وبدايات وصول الفايروس للاردن في مطلع اذار المنصرم، لم يكن امام الحكومة والجهات المعنية في ترقبها الحثيث للفايروس الا الاعلان عن قرارات الحظر الشامل والجزئي والاغلاقات على مختلف مستوياتها، واغلاق المعابر الحدود الجوية والبرية والبحرية. وتذكرون تلك الايام، واللهم اجلعها لا تعاد !.
    والتطعيم، ولا غير التعطيم، واخذ اللقاح، هذا الحل وسبيل النجاة. الاردن استورد كمية لا بأس بها من اللقاح الامريكي والصيني. ولو يتم اخذها فتشكل خط دفاع جماعي اوليا ضد اي محاولات لعودة الفايروس، ومحاولات تسرب وهروب متجدد للفايروس لاختراق حياتنا.
    عودة الحياة، وقرارات الحكومة الاخيرة بخصوص الغاء قرارات الاغلاق وحظر الجمعة، لم تؤد وبلغة الارقام لارتفاع اعداد مصابي كورونا. بل، العكس فان الرقم اليومي لكورونا ذاهب للانخفاض والانحدار والانحصار، وفي محافظات الكرك والطفيلة والمفرق سجلت على مدى ايام متتوالية صفر اصابة ووفاة بفعل كورونا.
    لا ننكر خطر كورونا. ولا ننكر غموض الفايروس.ولكن، هل نواجه الغموض بغموض مضاعف ؟ مجرد سؤال لاصحاب القرار، فما دامت خطة التطعيم ولقاح كورونا لم تأت باكلها، والارقام الرسمية المعلن عنها لمسجلي منصة التطعيم واعداد متقلي اللقاح عليها وحدها تقييم خطة التطعييم.
    ما يعنينا، هنا، مدى حماية حياة الناس ليس من كورونا وحدها، انما لقمة عيشهم وقوتهم اليومي ووظائفهم واقتصادهم ومعاشهم اليومي. ومهما اشتدت قوة ومنعة فايروس كورونا، فلا افكر بالامر من خارج سياج الاقتصاد والحياة والمعيش.
    ليس خفيا على احد، كيف فتك الفقر والعوز والجوع بالاردنيين ؟ وليس خفيا على احد ما يتداوله الاعلام يوميا من قصص : فاقة وعوز تدمي القلوب، واردنيون لاول مرة يصرخون من وجع الفقر وقلة الحيلة. فاي كورونا تترصدون وتخاوفون منها ؟ وهذا مربط الفرس، كورونا الاردنية.. وهذا الكلام نحتاج لقراءته وتسميعه للاخرين.





    [03-02-2021 08:01 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع