الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    هذا ما نحتاجه بعد فك الحظر
    الحكومة والنواب تحت قبة البرلمان - تصوير: أحمد حمدان

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - ما بدا لافتا في المؤتمر الصحفي الأخير للحكومة لغة الغضب والتهديد الصريح للأردنيين بالعودة إلى الإغلاقات مجددا، وكأن الخطأ بالدرجة الأولى يقع على المواطن الذي عانى الأمرين من الحظر الشامل وظروف وتبعات الجائحة.

    غضب المواطنين واستهجانهم للغة التي خرج بها سبعة وزراء من حكومة بشر الخصاونة الذي لم يمضي أسبوعا واحدا على نيله ثقة ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان، لم يكن غريبا بقدر توقيت التصريحات التي جاءت بعد يوم واحد على فك الحظر الذي دام لشهور طويلة وسط ظروف صحية واقتصادية صعبة.

    بدلا من توجيه أصابع الاتهام إلى المواطنين وتهديدهم بلغة لم يعتد عليها الأردنيين يوما، كان من الأجدى على الخصاونة وطاقمه الوزاري وضع بروتوكولات صحية وآليات حقيقية يتم تنفيذها على أرض الواقع قبل بدء إجراءات فك الحظر لا أن نترك المواطن الأردني يحارب وحده ونلومه عند وقوع أي خلل بدلا من أن نقف معه ونسهل عليه.

    الغضب على تصريحات الوزراء "النارية" لم يتوقف عند المواطنين فقط الذي استغربوا هذا الخطاب، بل امتد إلى مجلس النواب وعبّر نواب عن استغرابهم ورفضهم للغة التهديد واصفين إياها بإعلان للأحكام العرفية وحالة الحرب وكأننا لا نعيش هذه الحالة منذ آذار 2020 بعد تطبيق الحظر الشامل وتفعيل قانون وأوامر الدفاع، وهي ظروف صعبة بالمناسبة على الحكومة والأردنيين.

    اللافت في الأمر حديث الوزراء عن وجود تقصير بعد فك الحظر، وهو ما يستوجب محاسبة المقصرين من المسؤولين والوزراء وكذلك المتسببين بهذا الخلل من المنشآت والمواطنين الذين لم يطبقوا البروتوكولات الصحية بحذافيرها، وهو ما يشكل نسبة ضئيلة فالأغلبية الساحقة من المواطنين التزموا بقواعد التباعد الاجتماعي ولا يجوز مخاطبتهم بهذه الطريقة في هذه الظروف.

    كما أن اللافت صرخة الحكومة بوجه المواطنين في الوقت الذي يجب أن تركز فيه على رزنامة العمل التي بحوزتها والتي جاءت لأجلها، أبرزها التعامل مع ملفات سياسية واقتصادية صحية هامة وسط ظرف صعبة ومعالجة الأخطاء التي خلفتها جائحة فيروس كورونا منذ نحو عام على احتضان الأردن للفيروس.

    بعد إعلان فك حظر الجمعة بقليل كانت المسافة الصفر هي الفاصل الوحيد بين النواب والحكومة تحت قبة البرلمان، وذلك بعد نيل الأخيرة ثقة النواب، وكأن هذه التصرفات لا تعني شيئا في مواجهة الوباء ولا تمثل استهتارا من قبل المسؤولين الذي تحيط بهم أعين المواطنين من جانب وعلى الهواء مباشرة وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

    في حين تمثل ردة فعل الحكومة على فك الحظر مؤشرا خطيرا يمكن معه إعادة النظر بعودة التعليم وجاهيا في المدارس وربما تكون "بروفة" تمهيدا للعودة مجددا بخطط وآليات أكثر وضوحوا وخطابا أقرب إلى القلب بدلا من التهديد والتنفير.

    لا ينكر أحد أن تحسن الوضع الوبائي في الأردن لم يأتي إلا بتضافر الجهود الرسمية مع المواطن الذي تحمل الكثير وعانى لشهور طويلة من جائحة أرهقت الاقتصاد وزادت من صعوبة أحواله المعيشية، فالفضل بما نحن عليه اليوم المواطن، وهو ما استحق أخيرا فتح القطاعات والتخفيف عليه لا أن نعيده إلى الإغلاقات وسط استنفاذ الحلول الحكومية لدعم الاسر الفقيرة والمرهقة.

    خرجت الحكومة أمس السبت، وظلت الصورة "السلبية" حول طريقة إدارتها للمشهد محفورة في أذهان المواطنين، السائل هنا يقول: من يقنع الأردنيين بأنها لا تشبه أي حكومة سابقة سوى تبدل الوجوه والأسماء؟.





    [17-01-2021 10:54 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع