الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    خطة الوزير ولقاؤه المؤرخين

    بدأ وزير الثقافة أ.د باسم الطويسي العام الجديد بلقاء مجموعة من المؤرخين الشباب، المعنيين بالتاريخ الحديث والمعاصر، في محاولة لاستنهاض الهمم البحثية لديهم، عن تاريخ الدولة الأردنية.
    لم يقل الوزير في اللقاء أنه يريد اعادة كتابة التاريخ الأردني، او تقييم جهود سابقة، بل إنه اوضح مقصده النبيل لاستعادة الرواية الاردنية. التي ضاعت للأسف بفعل عوامل عدة.
    اوضح وزير الثقافة أجندة المئوية، واكد على سلاسل النشر المنوي اصدارها. مع التركيز على تاريخ الناس، والحياة العامة، وتطور الوعي.
    لم يقم الوزير بإطلاق وعود طائشة اعتادها الناس في المناسبات، وهو على وعي بأنه لا يرد في المئوية الانتهاء من المناسبة بحفل غنائي او فلكلوري، بل هو يعلن انه يريد انتاج معرفة تاريخية عامة ومتخصصة.
    هذا اللقاء الافتتاحي كان موفقا من جهات عدة. اولها الاهتمام بالجهد التاريخي الشبابي، والاعتراف بضرورة استعادة البحث الوطني التاريخي، وفقا للمناهج الجديدة في التاريخ، وهي مناهج للأسف لم تزر الاردن واقسام التاريخ، والبعض من الاقسام للاسف لا يعترف بها.
    الطويسي منفتح على التاريخ الجديد وعلم الذهنيات، الذي يعطي لجوانب مهمة من حياة الناس الكثير الكثير. وهو موقن بأن السردية التاريخية والرواية الأردنية بحاجة لجهد كبير.
    لقد وضع الوزير امام جمع من المؤرخين - وهو منفتح على عقد لقاءات اخرى- سلة متكاملة من الموضوعات. وفقا لما يجب ان تنتهي عليه الاحتفالية من خلال خلاصة علمية يفيد من منها القارئ.
    لقد فتح وزير الثقافة الباب امام الجميع، داعيا بصدق وروح وطنية عالية الجميع المساهمة في الانجاز التاريخي المهم، الذي سيعيد للناس شيئا من روايتهم المفقودة، كما انه يسمح للمؤسسات العلمية وبالذات الجامعات المشاركة بفعالية كبيرة. عبر مؤتمرات متخصصة اعلن عنها الوزير، وفوق ذلك كله اعلن الوزير اهمية استعادة التاريخ الشفهي ودراسته، خاصة وان كثيرا من الأحداث لم توثق بشكل علمي.
    لعل رهانات الدكتور باسم الطويسي كبيرة على جيل من المؤرخين، لكنه ايضا مدرك للتحديات التي قد تعرض امام مشروعه الطموح.
    يبدو الوزير مطمئنا لما خطط له من خلال اجنده واضحة، لكنه ايضا يعرف ثنايا التحديات والكراهيات التي عادة تتبنى الاحباط والتشكيك.





    [03-01-2021 08:35 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع