أحداث اليوم - مع استمرار الوباء في التأثير على الأنظمة المالية العالمية، يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة يمكن أن تساعد في الحد من خسائرهم. وقد أثرت مشاكل السيولة والضائقة الاقتصادية الناتجة عن الوباء بشكل كبير على الاستثمارات. لهذا بات توجه المستثمرين إلى الاستثمارات الآمنة أمرًا ضرورياً في هذه الأوقات غير المسبوقة.

تقول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أنه من المتوقع أن ينخفض 45٪ من الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في المنطقة العربية بسبب انتشار الخوف بين المستثمرين. ولم يترك الوباء أي قطاع سالما، وبالأخص قطاع العقارات. وفقًا لتقارير شركة الاستشارات والاستثمارات العقارية، جونز لانج لاسال، انخفضت الاستثمارات العالمية في الأشهر الستة الأولى من هذه السنة بنسبة 30٪ مقارنة بعام 2019 ، كما أن الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها انخفضت بنسبة 13٪. وأضاف جونز أن الاستثمارات العقارية في الإمارات قد تنخفض أكثر. وعلى الرغم من أن انتشار الفيروس قد أدى إلى إبطاء نمو قطاع العقارات في مدن مثل دبي، يتوقع ريتشارد وايند، المدير الإداري للمجموعة بيتر هومز، إن القطاع سوف يتعافى مع تسارع المستثمرين الراغبين من الاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة بعد توقف تداعيات الوباء.

كما أدت التغيرات السريعة التي تهيمن على العالم إلى تحويل المستثمرين تركيزهم إلى الاستثمارات الأكثر أمانًا. على سبيل المثال، في محاولة لتجنب تحول هذه الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية، يتم تشجيع الاستثمارات في الزراعة في الجزائر للحفاظ على الأمن الغذائي. في المراحل الأولى من الوباء، تعاونت منظمة الأغذية والزراعة (FAO) مع البنك الدولي لمساعدة البلدان على التعامل مع الأزمة من خلال إعلامها بفرص الاستثمار. علاوة على ذلك، في محاولة لتأمين الغذاء وإنشاء توصيل آمن للموارد أثناء الوباء، لجأ الكثير من الناس إلى استخدام التجارة الإلكترونية والاستثمار في التكنولوجيا. ومع استمرار تحرك العالم نحو الرقمنة، زادت الاستثمارات في التكنولوجيا بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وفقًا لشركة KPMG، حدث أحد أكبر الاستثمارات في التقنية الحديثة والتكنولوجية في التاريخ خلال بداية الوباء، حيث دفعت الشركات حوالي 15 مليون دولار إضافي في الأسبوع لضمان سلامة موظفيهم وتأمين الاحتياجات اللازمة للعمل عن بُعد. كما أن أصبحت الاستثمارات في الأمن والخصوصية أكثر الاستثمارات حيوية حالياً. صرحت KPMG أن الاستثمارات في التقنيات ستستمر في الزيادة في العام المقبل.

بالإضافة إلى ذلك، أثبت الذهب أنه من أكثر الاستثمارات أماناً العالمية خلال الأزمات الاقتصادية. tمع انتشار الخوف من خسارة الأموال بين المستثمرين، لجأ الكثيرون إلى استثمار أموالهم في الذهب. مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى 2000 دولار (1527 جنيهًا إسترلينيًا) للأوقية وفقًا لـ BCC. ولكن مع الارتفاع الحاد في أسعار الذهب، يأتي انخفاض الدولار. حتى أن هانز ريتر، الرئيس العالمي للتداول في Heraeus ، قال: "إلى حد ما ، يحل الذهب محل الدولار الأمريكي".

ليس هناك من ينكر أن حجم الدمار المالي الذي أحدثه فيروس Covid-19 قد يستغرق سنوات للتعافي منه، ومع ذلك، فقد أثبتت الاستثمارات في والزراعة والتكنولوجيا والذهب أنها استثمارات ذكية وآمنة. من الجدير ذكره أنه لا يوجد طريقة واحدة للاستفادة من الاستثمارات الآمنة، حيث أن عالم الاستثمارات يتغير باستمرار حسب الأزمة التي يواجهها العالم.

[20-12-2020 09:36 AM]