الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تحويل الخسارة إلى الربح

    القطاع الخاص وحده القادر على تحويل الخسائر الى ارباح، ومعالجة الشركات المتعثرة الى مزدهرة..هذه المقولة هي خلاصة تجارب شركات فقد استطاع رجال اعمال تحويل شركات ومؤسسات مملوكة للقطاع الخاص من الخسارة الى الربح، واصبحت من الشركات المؤثرة ايجابيا في التنمية، لذلك اتجه العالم خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي الى معايير جديدة لترشيد النفقات وتشجيع اقامة مشاريع توفر فرص عمل جديدة وتحسين مستويات توزيع الاقتصاد في المجتمع بما يوسع الطبقة الوسطى التي تعتبر الاكثر اهمية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وكانت العوامل المعتمدة الافصاح بشفافية والمشاركة في صنع القرار وتحقيق التوازن المرغوب بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحاجات الحكومات للأموال لاعادة انفاقها بما يحسن الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية ونقل الركاب العام.
    العام 2021 ليس كبقية الاعوام السابقة فهناك مهمات ملحة وتحديات كبيرة ومتنوعة في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19، الشعوب تتطلع للافلات من الوباء الذي ترك بصمات انسانية ماديا وادبيا شملت بتفاوت جميع الدول والشعوب، وكان الفيصل في تداعيات الجائحة مستوى الادارة العامة، وتعاون اطياف المجتمعات بغض النظر عن المستويات المعيشية.
    الدول الاكثر ثراء خصوصا الصناعية في اوروبا وامريكا دفعت ثمنا غاليا من الضحايا سجلت المؤشرات الاقتصادية والمالية تراجعا كبير، وانفق بعضها تريليونات الدولارات لمنع الانهيار، وعانت على مرحلتين من تفشي الفيروس اللعين وتجاوزت الاصابات عالميا حاحز 66 مليونا واكثر 1.6 مليون وفاة، وبعض هذه الدول خصوصا في بريطانيا وايطاليا والولايات المتحدة اكتشفت ان نظمها الصحية بائسة وغير كفؤة للرد على الوباء وحماية مواطنيها، باستثناء الصين التي تخلصت مبكرا من الوباء وفتحت الاقتصاد بعد اربعة اشهر وعادت المؤشرات الاقتصادية الرئيسية الى الارتفاع.
    معاناة الاردن وهي عينة مما يحدث في العالم ..غالبية الناس تنتظر اللقاح المؤمل منه حماية الناس، وفئة محدودة تبث على ( السوشيال ميديا ) تحذيرات من اللقاحات، فالتقدم العلمي والطبي قدم منذ سبعة عقود مضت انجازات كبيرة في الخدمات الطبية واللقاحات لتحصين الانسان من الامراض التي كانت لفترة ليست ببعيدة بمثابة اوبئة قاتلة مثل الجدري وايبولا والسارس وقبل قرون كانت الكوليرا والطاعون اكثر فتكا بالبشرية.
    العام الجديد يضع الجميع امام مسؤولياته كل حسب موقعه حكومات ومؤسسات وعلى المستوى الفردي، فالمرحلة تتطلب التعامل بايجابية مع الوقت، وقبول التضحية.. وفتح المجال واسعا امام القطاع الخاص لتحريك الأنشطة الاقتصادية فهو الوحيد القادر على الخروج مما نحن فيه، وعلى الحكومة التضحية وقتيا بقسم من الايرادات الى جانب اتخاذ قرارات تحفز الطلب محليا فهو اقصر الطرق للخروج السريع والآمن مما نحن فيه.





    [15-12-2020 08:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع