الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بريد وسط البلد

    لا اعرف تماماً، ماذا يعني تحويل مبنى البريد في وسط البلد لسوق تجاري يحمل ماركة اجنبية ولمقهى إفرنجي ايضا؟!
    فهل هذا يمكن اعتباره مؤشرا لما هو قادم؟ ام ان محو عراقة هوية المكان صارت حقيقة واقعية؟
    مبنى البريد ظاهرة حضارية وتاريخية وعريقة، وعنوان لروح المكان وذاكرته في مدينة يبدو ان كل الأشياء الجميلة والمميزة والقيمة والشاهدة يجري شطبها ومحوها.
    التغيير لربما حتمي ومطلوب ومن سنَن التاريخ والطبيعة. ولكن لابد ان يكون مضبوطا باتجاهات هوياتية وطنية، وتراعي ذاكرة وتاريخ المكان وخصوصيته الاجتماعية وابعاده وأصوله الروحية.
    وما لا اعرف الإجابة عنه، لماذا حول المبنى لسوق تجاري ومقهى إفرنجي؟ وماذا يعني ان يشطب اسم البريد الاردني المحفور على حيطان ثابتة وصامدة ومقاومة وشامخة ويستبدل باسم تجاري اجنبي؟
    هذا هو السؤال الغريب، وإحساسي القلق من توالي قرارات امانة عمان بتحويل وتغيير الوجهة التراثية والتاريخية لوسط عمان. تغيير بلا طعم ولون.
    لم أتصور اني سوف أعيش الى يوم اكتب فيه عن سوق تجاري ومقهى إفرنجي في وسط عمان. ولا أتصور اني كاردني يمكن ان اهبط لوسط البلد واستبدل مطعم زوربا وابو حاتم وهاشم بمقهى إفرنجي غريب مذاق قهوته ومشاريبه الباردة والساخنة لا نعرف كيف نتذوقها ونحتسيها.





    [09-12-2020 08:12 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع