الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    يوميات «مكورِن»

    يوميات العزل الكوروني، وجوب التوثيق سرديا ليس من باب التأريخ، إنما لعلاج ما يترك الفايروس من تداعٍ واثر. سجن طوعي والتهمة الاصابة بكورونا. لربما ان الكتابة مفيدة وضرورية، فلا تعرف ماذا لو ان اشتدت شراسة الفايروس ووطئ مواضع حساسة في الجسد، وهبطت وتراجعت عزيمة مناعتي وصبري؟! فستكون كلمات وجمل من مريض عابر.
    محجور كورونا مسجون بتهمة ما. كورونا لا يشبه أمراضا اخرى، السكري والضغط والكويسترول واوجاع الأسنان وقرحة المعدة. آلام تسري بصمت في الجسد وتختفي وتظهر، فيما كورونا كزلزال وصاعقة يعرف ماذا يريد ان يصيب.
    أوجاع كورونا تبدأ دون استئذان، قحة جافة جارحة للحلق، وصداع قاس يثقل الرأس ونمنمة بالمفاصل،وتشعر ان ثمة اجساما غريبة تغزو جسدك. تضيق بك الدنيا، وتشعر بالوهن والتعب وشبه انهيار.
    لا تحس بالاشياء من حولك، وحتى الاخبار تسمعها على وقع قلق كورونا. وان لم افقد حاستي الشم والتذوق غير اني بقيت رهينا لعبثية وعدمية الفايروس.
    واكثر ما هو قريب لك علبة الأدوية والمكملات الدوائية فيتامين سي ودال والاسبرين وعلبة الفوار. وفِي لحظتها ستدرك في العزلة الحاجة للآخرين، وان الانسان عندما تنتزع كينونته الاجتماعية يتحول لصنم جاثم.
    يخاطبك الأصدقاء من وراء أبواب العزلة، ويتابعون حالتك ويمدونك بالعزيمة والصبر ويحيون فيك روح المقاتل. وتنظر من حولك فلا تجد غير الدواء سلاحك الوحيد. ولا أخفي سرا اني أصبحت عطارا، زعتر وشيح وقيصوم وثوم وبصل.
    كورونا حتما تجبرنا على اعادة النظر في الحياة وممارستنا اليومية. وعلينا ان نحب الحياة اذا ما استطعنا سبيلا، وحتى ان غادرناها نكون ارتوينا من حبها، ونحب أنفسنا بشكل سليم حتى نناضل. ونعيد أولويتنا العامة وفِي صلبها العلم والمعرفة والروحانيات.





    [08-12-2020 08:08 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع