الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الحوامدة يكتب: العلم نور

    د.باشر حوامدة - يعجبني كثيرا منظر أولادي في الصباح الباكر وكل يحاول فرك عينيه من أجل اللحاق بالدرس على زوم في القطاع الخاص ودرسك في القطاع العام.

    تذكرت أيامنا حين كنا نطرد من الحصة الأولى لمجرد غيابنا لبضع دقائق وكنا ننتظر في البرد حتى يسمح لنا بالدخول للحصة الثانية وهذا للأمانة علمنا معنى الضبط والربط والالتزام مقابل ما بتعلمه طلابنا اليوم من التغيب بحجج ما في نت أو السماعة مش شغالة أو حتى عمل ميوت وإكمال النوم او عمل سندويشة او قراءة رسائل الواتساب خلال الحصة لتصحى مذعورة على صوت المعلم وهو يقول لساتك معنى يا نور، نور الو نور.

    هرولت الحكومة دون عطاء ودون خطط استراتيجية وبحجج قوانين الدفاع وجائحة خربطت الموازين واعتمدت درسك وهنا لا انتقد الشركة الموردة والتي اعتقد انها تبرعت بالنظام مجانا وجاملت على حساب عملها وتحملت الكثير من النقد والتكاليف وانما انتقد متخذ القرار الذي اعتقد ان التدريس هو منصة تعرض محتوى يبث من اتجاة واحد اي من المعلم دون اي تفاعل صفي ولا حتى يعطي للمعلم اي فكرة اذا كان الطلاب معه اصلا ام ذهبوا في غفوة إلكترونية، وحتى نتدارك عدم وجود الانترنت او جهاز كمبيوتر او حتى جهاز تلفون ابو كبسات قامت الحكومة ببث الدروس على القناة الرياضية ولمن يتابع فقد أصبح عرض البرامج تقليدي من ايام تلفزيون نورمندي وبرامج المناهل الشيق وإغلاق الشارة وفتحها في ساعة محددة.

    محتوى لا يتناسب مع التعليم المدمج ولا مهارات القرن الواحد وعشرين الذي تشدقنا فيه في كل مؤتمراتنا التعليمية، وأنظمة تعليمية وهيئات تدريس غير قادرة على التكيف مع النظام الجديد ونسب تدخل الي المنصة لا تتجاوز ال ٧٠ بالمية تعني ان جيلا كاملا لا يدخل المنصة ولا يتعلم ولا يعرف كيف سيكون وضعه بعد الجائحة.

    أين كانت خطط التعليم الإلكتروني قبل الجائحة ولماذا لم نفكر منذ زمن كيف نتحول إلكترونيا بدلا من التشبيح الاعلامي وخطط التحول الرقمي التي لم ينجز منها الا الشيء اليسير؟

    وأين تلك المدارس الخاصة التي هي أفضل حالا ايام الرخاء من الحكومة من خطط التحول الرقمي حتى تتراكضوا اليوم باتجاه زوم وتيمز وويبكس وغيرها، الا تعلم تلك المدارس ان حلا كهذا يمكن أن يجعلنا تحت رحمة تلك الادوات بالنسبة للأسعار وغيرها من الثغرات الأمنية بعد أن يتعود عليها الطلاب ناهيك عن انها غير مخصصة ومعدة اصلا للتعليم وعرض محتوى جيد بطريقة خلاقة ومخصصة بالأصل الاجتماعات والاتصال المرئي فقط.

    ألم يخطر ببال جهابدة الحكومة ان يقوموا بتطوير أدوات تعليمية مع القطاع الخاص منذ زمن او حتى البدء بذلك حاليا في محاولة لبناء ملكية فكرية للاردن، أليس من حق الأردن الذي يدعي دوما اننا متقدمين إلكترونيا ان يملك ادواته الخاصة، أليس من حقنا ان يكون في بلدنا من طور مثل أوبر وكريم وطلبات بدل من المنصات المضحكة ايام الحظر، أليس من الضروري اعتماد أعلى مرجعية بخطط التحول الرقمي والتي ستؤثر على مستقبل الأردن الرقمي بدل من الفزعات الإلكترونية التي اوصلتنا الى لا شيء.

    هيئة للامن السيبراني وكذلك للاوبئة تم تشكيلها قبل أيام وعلى الطريق دعوة من القطاع الخاص بالتعاون مع معالي احمد الهناندة لتشكيل هيئة للتحول الرقمي مرتبطة مع رئاسة الوزراء لتحكم التحول الرقمي وهي مطلب للقطاع من ايام وزارة الاتصالات والبريد وليس فقط من ايام الريادة والتحول الرقمي..

    السهم يرتد قليلا احيانا حتى ينطلق بسرعة وأملنا في حكومة دولة بشر أن يحمل لنا البشرى وأن يأتي الفرج كريما على يد ابا كريم وغير ذلك سنكون بانتظار حكومة تقدر معنى الاقتصاد الرقمي بعيدا عن الفزعة والتشبيح الإلكتروني الذي لم يعد يخفى حتى على بنتي نور.

    العلم نور والتحول الرقمي نورين.





    [04-12-2020 10:21 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع