الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    بعد فوز بايدن .. هل تغير الولايات المتحدة سياستها تجاه الشرق الأوسط؟
    بايدن

    أحداث اليوم - ياسر شطناوي و أحمد بني هاني - ينظر الأردن اليوم إلى تغيير الإدارة الأميركية بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بتفاؤل أكبر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعلى دورها في المنطقة.

    وتأمل المملكة من الإدارة الأميركية الجديدة اتخاذ قرارات من شأنها حل القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، إلى جانب الملف الإيراني من جهة والأزمة السورية من جهة أخرى.

    وأعلنت وسائل إعلام أميركية كبرى من بينها شبكات "إن بي سي" و"سي إن إن" و"فوكس نيوز" فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسية الأميركية ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

    وقالت المصادر الإعلامية إن بايدن فاز بمجموع 290 صوتا في المجمع الانتخابي، فيما حصل منافسه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب على 214 صوتا.

    ويرى خبراء ومحللين سياسيين أن علاقة الأردن مع الرؤساء الديمقراطيين جيدة ومن شأنها تعزيز العلاقات الإيجابية بين البلدين وخاصة في التفاهمات حول رؤية الأردن لحل الصراع العربي "الإسرائيلي" في المنطقة.

    وقالوا لـ"أحداث اليوم"، إن بايدن بانتظاره ملفات كبيرة فور استلامه الرئاسة الأميركية يناير/ كانون الثاني 2021 ومنها إنهاء صفقة القرن والعودة إلى المفاوضات بين أطراف النزاع للوصول إلى حل عادل.

    فيما وضع مراقبون تصورات لدور بايدن وكيفية تعامله مع الملفات في الشرق الأوسط مثل قانون قيصر في سوريا والعقوبات على السودان، والملف النووي الإيراني والتطبيع العربي مع "إسرائيل"، إلى جانب القضية الفلسطينية التحدي الأبرز في المنطقة.

    ويؤكد وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة أن الأردن مرتاح أكثر للتعامل مع الديمقراطيين بعد فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية.

    وقال المعايطة لـ"أحداث اليوم"، إن الأردن تربطه علاقات ممتازة مع المؤسسات الأميركية المختلفة من الكونجرس إلى البنتاغون ومجلس الشيوه وغيرها، وهو ما حافظ الأردن عليه إبان فترة دونالد ترامب.

    وأضاف أن الأردن ينظر اليوم بثقة نحو إعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وحل الدولتين وهو ما يريح الأردن بشكل أكبر عما كان عليه الوضع في عهد ترامب، إذ أن الديمقراطيين بطبيعة الحال هم أكثر ميلا لطرح صيغة حل الدولتين، وهي الصيغة التي يحبها الأردن.

    وحول تأثير فوز بايدن على الشرق الأوسط أشار المعايطة إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة إحداث ذلك التغيير الجوهري على السياسيات الأميركية تجاه المنطقة، لأن المسألة لا تتعلق بشخص الرئيس بقدر ما هي سياسات حزب.

    وتابع أن هناك تخوف بعد نجاج بايدن بأن يحدث تغير بالملف الإيراني، وأن يقوم الرئيس الجديد بإعادة إحياء ملف الاتفاق النووي، الأمر الذي قد يعطي إيران جرعة راحة من جهة فيما قد يزعج بعض الدول العربية، بحسب تعبيره.

    وفي الملف السوري، قال إن هناك شبة إجماع على أنه لا بد من الوصول إلى الحلقة الأخيرة من الأزمة، والوصول إلى الشكل النهائي لسوريا، موضحا أن بايدن قد لا يتخذ أي قرارات بشأن ذلك بشكل سريع، بعد أن كان ترامب يتبنى وجهة نظر "إسرائيل" حيال هذا الجانب، مشيرا إلى أنه علينا أن لا ننتظر حدوث تغيير عالمي يخدم مصالحنا في ظل حالة الانقسام العربي العربي.

    من جهته يشير الكتاب ووزير الإعلام الأسبق محمد المومني إلى وجود علاقات إيجابية وعميقة بين الأردن وأميركا وخاصة إلى الديمقراطيين أقرب منها إلى الجمهوريين وذلك بسبب قيادة ترامب التي أنهت حل الدولتين الذي تقوده المملكة.

    وقال المومني لـ"أحداث اليوم"، إن بايدن سينهي صفقة القرن ويعود إلى حل الدولتين وهذه قضية تهم الأردن إلى جانب وجود علاقات استراتيجية عميقة مع كل المؤسسات والأحزاب الأميركية.

    وأوضح أن العودة إلى مفاوضات حل الدولتين ستعزز العلاقات بين الأردن وأميركا إلا أن بايدن لن يحدث اختراقات كبيرة في ملف القضية الفلسطينية لكنه في نفس الوقت لن يكون مثل إدارة ترامب.

    ولفت المومني إلى أن بايدن سيستمع إلى نصائح المؤسسات الأميركية فيما يخص الأزمة السورية ومن المرجح استمرار فرض العقوبات مع إبقاء الوجود العسكري للحفاظ على المكتسبات في المنطقة، فيما يتوقع أن يغير الرئيس الجديد طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الملف الإيراني والاتفاق النووي.

    وبيّن أن بايدن لن يقلص وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط وسيبقي على الحد الأدنى ولن يقدم على قرارات مفاجئة تتعارض مع الأوضاع الحالية.

    بدوره يرى الكاتب والخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عامر سبايلة، أن وجود بايدن لن يغير العلاقات بين الأردن وأميركا ولا حتى على حجم المنح والمساعدات للأردن.

    وقال السبايلة لـ"أحداث اليوم"، إن كل ما حدث في منطقة الشرق الأوسط حين تولى ترامب البيت الأبيض من نقل السفارة للقدس وقانون قيصر في سوريا، والاتفاق النووي مع إيران والتطبيع العربي مع الاحتلال يعتبر إنجازات في مفهوم السياسة الأميركية.

    وأضاف أليس من المتوقع أن يحدث التغيير الكبير في ملفات المنطقة بعد نجاح بايدن، مضيفا أن كثير من الملفات شهدت تحولات واعدة يصعب التراجع عنها، وأن بايدن جاء على إرث يجب أن يتعامل معه.

    ونوه إلى أن حجم المناورة بعد نجاح بايدن قد يكون أكثر مرونة مما كان عليه في عهد ترامب حول القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال، مبينا أن الأمور تختلف عما يجري على أرض الواقع.

    وبيّن السبايلة أنه لا أحد يستطيع اليوم الفرض على "إسرائيل"، مضيفا أن سلطات الاحتلال تفعل ما تريد حتى لو تغيرت الإدارة الأميركية، وأن ميزان الربح والخسارة، قد يكون من خلال إعادة إنتاج شكل لصفقة القرن بطريقة أكثر مرونة وليس بالعنجهية كما كان يفعل ترامب.

    وزادَ أن بايدن سيركز أول عامين من ولايته على الملف الداخلي، خاصة أنه ما زال الجمهوريون مسيطرون على الكونغرس، لافتا إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك من الإشارات الأولى لخطاب بايدن، حيت لم يتطرق أبدا لسياسة الولايات المتحدة الخارجية وكان الملف الداخلية من أهم أولوياته.





    [08-11-2020 08:38 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع