الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الصحراوي ويحيى

    أحسن الطرق، تلك التي تظل بلا نهايات، والصحراوي كذلك، هو جسر بين العالم، يصل قلب اوروبا المريض بالتطرف، باليمن جنوبا الموجع بالفوضى، فهو صلة الوصل، بين الامبراطوريات.
    والصحراوي طريقتا للبيت العتيق، ومسار آلامنا الممتدة حزناً واتتظاراً، وهو السبيل الوحيد لنعقد النية لنيل الحج، وهو السِفر العتيق لأسفار الوجد والحب والشهادة.
    هذا الطريق مليء بالوجود، لكنه مليء أكثر بالفقد، وقد اوجعنا كثيراً، وفضل الطريق انه جهة واحدة لنهايات محبي الأهل وملتزمي الواجب الذين لم يعتادوا الغياب عن فرح او ترح او صلة رحم او مناقب الرجال.
    أيها الطريق المبلل بالدم، والشاهد على اوجاع الامهات واحزان الاباء. كفّ عنّا نهايات العمر غير المحددة سلفاً. ألا أيها الطريق كم من روح تريد كي تنهي شهوتك لموت انبل شبابنا ورجالنا.
    اليك يا يحيى، وقد غبت هناك، كم من واحد منا سيلقى ذات المصير، وكم من أم او أخت او زوجة سوف تحزن ما حزنه أهل بيتك. يا ايها الشجاع والنبيل والغيور، لقد تركت الباب مفتوح، وتركت الوعد لمن يحب ان لا يغيب عن اهله في الواجب امام مصير بهي، وهو مصير صاحب الواجب، اما عتبات الحب والانتماء للأرض والأهل.
    لك ان تسعد، انك كنت في صلة اهلك، و»هم الأهل الذين لا مستودع السر ذاع بينهم، ولا الجاني بما جرّ يخذلُ»
    اجل، الحزن شديد عليك، في وطني وفي الحيّ، الذي فقد بك فقد الكبير، وعزيز عليه ما صرت إليه، ولكنها المقادير التي لا تستثني احد.
    حزننا عليك كبير يا أبا محمد ، وعلى الشقيق الذي صحبك في رحلتك الأخيرة للجنوب مهوى الافئدة، ومسار الاوجاع المؤلمة.
    هذا الجنوب الذي وصفه محمد الشروش السائر على درب اوجاعنا شعراً ووجداً فقال:
    «من الجنوب وهل تدرين ما الوجع ..
    وهل تبقى للأحزان متسع
    هذا الجنوب، جنوب الحب هل عَرفت ...
    هذي القوافي بأن السم ما نقعُ
    هذا الجنوب، جنوب النار ثائرة ...
    يا طالب المجد إن المجد ما صنعوا»
    فسلام الله عليك أبا محمد.وطبت حياً وميتاً، ورحمك الله ايها الأردني الحر الكريم، لكنه الموقف قال الشاعر العربي» إني رأيتك الكريم الحر ليس له عمرُ».





    [05-11-2020 08:56 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع