الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    بين الصحي والدستوري .. وقوف حذر عند النقطة صفر
    ارشيفية

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - مخاوف العامة اليوم في الشارع الأردني لا يمكن حصرها وقولبتها في الاطار الضيق لمستجدات الحال وظروف الأقليم والعالم بشكل شمولي، بقدر ما هي اليوم تعد بمثابة "كابوس" يسكن كل منزل، واللسان ما زال يسأل .. متى ننتهى من هذا فقد تعبنا ؟.

    شعبياً .. قد تكون هناك مقاربة فيها "انتحار ووقوف عند النقطة صفر" اذا ما تم "مساواة خطر البعد الصحي الفيروسي الذي نشهده اليوم مع ضرورة استمكال المسار الديمقراطي الانتخابي المستحق والهام"، خاصة واننا الآن في خضم معركة شرسة مع الوباء، ووسط "انين القطاع الصحي" الذي اصبح مثقلاً بالتعب، وبكاء الرجال والنساء والاطفال الذين فقدوا اعزاء لهم بسبب هذا الفيروس اللعين، وبين "ضرورة واهمية وعجولة" الإستحقاق الدستوري الذي فيه يكتمل مدار ودرب الإصلاح الوطني في المملكة.

    هذه المساواة قد تختلف كلياً مع "رؤية ومنظور علية القوم" الذين تنحصر مخاوفهم بشكل اساسي من عودة مجلس النواب السابق غير المرضي عنه... فلا طريق الا بالدفع نحو تنفيذ الإنتخابات بموعدها وبمن حضر... ذلك يأتي بشكل غير مُعلن ونحن على بعد أيام من يوم الإقتراع، اضف إلى ذلك تعقيدات الحسابات السياسية والإقليمية علينا، "وعدم قدرتنا على تحمل ضريبتها".

    تحليل ابعد يوضح بأن "النسخة الجديدة من الإنتخابات البرلمانية" هذه المرة تصطدم مع عدة مؤثرات، بعضها كلاسيكي "تمت الترتيبات اللازمة مبكراً لهندسته من خلال ابعاد البعض عن المشهد"، واخرى جديدة لها امتداد عابر للقارات، والإشارة هنا واضحة تتجه صوب "بلاد العم سام" حيث انتخابات الرئيس الامريكي الجديد.

    اذاً تنفيذ الإنتخابات البرلمانية حتى ولو كانت بنسبة اقتراع بسيطية بات ضرورة مُلحة، حيث لدى النواب الجديد وظيفة ودور مهم لا بد من أن يُنجز ويُبت فيه قطعياً، بغض النظر عن اصوات الذين يطالبون بالتاجيل خوفاً من انحدار الوضع الوبائي أكثر مما هو عليه الآن.

    كل ذلك ايضاً يأتي إلى جانب التغيّر الكبير في الحالة الدولية ومستجداتها التي تعصف بالاقليم والعالم، لاسيما ما يخص ملف القضية الفلسطينية وتعقيداتها اولاً، وصعود وارتفاع اصوات اليمين المتطرف في العالم موخراً، وما تبع ذلك من تعدٍ على العرب عامة والمسلمين خاصة ثانياً، وثالثاً الترقّب الحذر لنتائج الإنتخابات الامريكية، والهواجس من فوز ترامب مجدداً.

    مع كل هذه المعطيات وغيرها الكثير فانه لزاماً وحتماً يجب أن يكون للأردن من ذلك نصيب، لإعتبارات عديدة أبرزها السياسي والإقتصادي والتاريخي بحكم الجغرافيا والديمغرافيا.





    [03-11-2020 11:32 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع