الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الحوامدة يكتب: من الدلف للمزراب

    كتب: د. بشار الحوامدة - ولعل أجمل الأفكار بعد أن ضاقت عليَّ هو أن نقوم بلملمة جماعة هارفرد من على أسوار الديوان والعالقين في الوزارات والهيئات وغيرها وشحنهم بباص كوستر إلى سقف السيل - سوق الوحامات - وشارع وادي الرمم وشارع سمية في مخيم الوحدات وتوزيعهم على المحال التجارية والبقالات كل حسب تخصصه فمثلا من درس هندسة كهربائية يكون نصيبه محل كهرباء ومن درس اقتصاد يجلس في جمعية خيرية ومن درس مالية "يقعد على الكاش" في مول شعبي.

    كانت هذه مقتطفات من مقال كنت قد كتبته بعنوان "هارفارد عليَّ كأنها تابوت".

    حيث كنت متحاملا على أفكار جماعة هارفارد ويبدو أنني الآن سأعيش مرحلة جديدة مع جماعة أكسفورد ومدرسة جديدة من الفزعة والعشوائية.

    لا أدري كيف تدار دولة بحجم الأردن وما فيها من عقول بالاعتماد على بحث من أكسفورد أو غيرها وكيف يمكن أن نعيش على تجارب منظرين قد ينجح تنظيرهم في بلادهم التي تأسست على منهجية لا همجمية في العمل.

    تم إغلاق البلد فترة لا تقل عن 6 شهور وكان ظهور أبطال كورونا على شاشة التلفزيون يذكرنا بلهفة انتظارنا لمسلسل العلم نور أو رأفت الهجان، تمثيل الموقف كان متقنا إلا لمن رفع الله عنه الحجاب وكان يبتسم لحجم الفيلم القادم، مشهد للإعلان عن تسجيل أول حالة ومتابعة شديدة حتى أن وزير الصحة أشرف بنفسه على خروج أول إصابة وكنا نعرف أسماء المصابين وأرقام هواتفهم وتفاصيل سفرهم وربما مكان سكنهم فمن صبحي للخناصري وعرس إربد وغيرها من البطولات التي لا تعد ولا تحصى ومازالت عبارة اللهم احمي البشرية مزروعة في أذهان الأردنيين وعلى رأي صديقي أيسر النمر "أنا شو بدي بالبشرية أنا بدي تحميني أنا كمواطن".

    ماذا أعدت الحكومة السابقة من حلول غير الخبر العاجل المتضمن لبس الكمامة والتباعد والتعقيم، هل كنا حين أغلقتوا البلد في وقت كانت فيه الحالات 5 و7 و12 نجهز أنفسنا لحلول للمستقبل؟ هل أمّنا أجهزة تنفس إضافية أو أسرة أو حتى مستشفيات ميدانية على غرار ما تم إرساله إلى لبنان المنكوب؟؟؟ أم دبر حالك بالموجود؟

    ألم تقل يا وزير المالية أن صحة المواطن أهم والباقي تفاصيل، هل هذا كان استعراضا أم ماذا بعدما خسرنا الاقتصاد والصحة معا؟.

    لماذا طلبتم من جلالة الملك تكريما بالانتصار على كورونا في حفل مهيب ونحن لم نبدأ المعركة بعد؟، لماذا استقويتم على المواطن وهو نائم في حين أم الفايروس كان نائما أيضا؟.

    لماذا تسابقتم إلى الموجز بلبس الجيش أيها الوزراء الأكارم من أجل لقطه تلفزيونية؟، لماذا حجزتونا وخفرتونا في بيوتنا في الوقت الذي يجب أن نكون فيه في سوق العمل نلملم قوت أطفالنا؟

    لماذا قلتم أنكم نشفتوا الفايروس وكنتم تقصدون أنكم نشفتوا ريقنا؟؟

    يا دولة الخصاونة، لا تركنوا إلى أكسفورد لأني أشعر أنها "خازوق" جديد للشعب الأردني، لا تتناقضوا في التصريحات ولا تعبثوا بالقرارات ولا تجتهدوا دون علم وبينة، فمن كنا نرتاح له في التصريحات أصبح وزيرا للصحة وهو من أخبرنا أن الحظر لا قيمة له فلماذا ينصت إلى أكسفورد الآن، ماذا يعني حجر يوم الجمعة في الوقت الذي يتدافع الناس للخبز في يوم الخميس وللحرية يوم السبت، لماذا تقهروا الناس ولماذا تقطعوا الأرزاق اذا كان الحظر غير مجديا.

    ولماذا تتركوا أعضاء الأوبئة يتسابقون إلى التصريحات المتناقضة؟

    أليست المراكز الرياضية آمنة ونظيفة ومسرحا للتصوير سابقا؟ فلماذا أغلقتموها اليوم؟ ما ذنب المطاعم حتى تغلق الساعة العاشرة ليلا؟ أما كان لزاما عليكم أن تتركوا الباب مفتوحا حتى يخرج الضبع ولا يلتهمنا.

    سيدي الرئيس نتوسم بك خيرا مع أنني غير متفائل أن لا تنظر إلى الحظر الشامل حلا، سيهرب الأردنيون من التصويت وأنا أولهم خوفا من الحبس الذي لا يستبدل بغرامة، سيذهبون إلى المزارع ووادي رم والعقبة ونحن أيضا قررنا أن نذهب إلى تركيا حتى تعودوا عن قراراتكم غير المنطقية وستكون الانتخابات صاحبة أدنى ثقة وأقل نسبة اقتراع على الإطلاق.

    سيدي الرئيس سيقبل الشعب الأردني حظرا أن اثبتم علميا أن الحظر سيفيد وسيقودنا إلى بر الأمان وإن لم تثبتوا أيضا سنقبل بشرطين هما إما أن تحاكموا من تلاعب بنا من الحكومة السابقة لمدة 7 شهور أو أن تدفعوا للعائلة الواحدة مبلغا مقطوعا كبدل تعطل عن كل يوم حظر.

    سموا بدل حظر
    لا تتركونا نهرب من تحت الدلف هارفارد إلى تحت المزراب أكسفورد.

    بشار حوامدة
    رئيس قطاع الاتصالات وتكنولوجيا الاعمال





    [02-11-2020 03:16 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع