كتب: تيسير النعيمات - "في الوقت الذي يتم فيه استثمار الكثير من الموارد في التسلح، دعونا نجعل صحة الشعوب على رأس الأولويات" هكذا تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال مشاركته في حوار "بورلوغ" الدولي حول الزراعة والأمن الغذائي في العالم ... خطاب يعظم قيمة الانسان ودعوة لتكريس جهود دول العالم لبناء نظام عالمي يعمل على حياة افضل للاجيال المقبلة.

خطاب جلالته في هذا الحواريعيد الى الاذهان مقولة الراحل العظيم الحسين بن طلال " الانسان اغلى ما نملك " فالانسان هو الغاية ومحور تفكير القيادة الهاشمية من اجل عيش كريم له فهو في الاردن غاية التنمية واداتها ومحورها.

ان الافكار والمقترحات والخطط التي طرحها جلالته في الحوار لا تخرج الا من قائد عالمي يستشرف المستقبل غايته تحقيق الامن والسلام والاستقرار في العالم وتكريس جهود الدول من اجل ازدهار الانسان وحياته بدلا من انفاق الاموال على الاسلحة ادوات الدمار والقتل فنحن في منطقة عانت من ويلات الحروب الى ادت الى تأخر التنمية فيها.

في هذا الاطار قال جلالته ان "إعادة ضبط العولمة ستساعد على توجيه الموارد العالمية لدعم قطاعات محورية كالبنية التحتية الزراعية" فملايين البشر يموتون جوعا في هذا العالم فيما توجه كثير من الدول جزءا كبيرا من موازناتها في التسلح والابتكار في ادوات القتل بدلا من تطوير وتحديث ما يحمي صحة الانسان ويوفر الغذاء له.

جلالة الملك يلتقط اللحظة فالعالم عانى في مواجهة فايروس الكورنا المستجد الذي لم يفرق بين دولة قوية واخرى ضعيفة او بين غنية وفقيرة ...متقدمة ونامية ..ما اكد ضرورة تكاتف الجهود الدولية في مواجهة الاخطار التي تتعرض لها البشرية فاكد جلالته ضرورة اغتنام الفرصة، لبناء نظام عالمي أفضل وأكثر فاعلية وشمولاً.وبث روح الامل "وغرس بذور جديدة ليتسنى للأجيال المقبلة أن تحيا وتزدهر".

ولقد كان الاردن بقيادته الهاشمية سندوا وعونا ووقف الى جانب شعوب المنطقة وشعوب العالم وقدم الدعم والعون لهم من خلال الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية في حالات الوباء والكوارث الطبيعية والحروب ضمن سلوك ينسجم مع قيم تعظيم الانسان الاردنية والهاشمية.

النظرة الاستشرافية لجلالته من الاثار التي يمكن ان يعاني منها العالم بسبب الجائحة دعته الى لفت انتباه قادة العالم الى ضرورة التنسيق لمنع نشوب أزمة نقص غذاء وسوء تغذية عالمية قد تطرأ إن لم نكن مستعدين لمواجهة أوبئة وتحديات جديدة في المرحلة القادمة.

ان الاردن بموقعه الاستراتيجي بتوسطه لقارات العالم وعوامل الامن والاستقرار فيه وتوفر الطاقات والكفاءات يجعل منه افضل مكان ليكون مركزا اقليميا للغذاء كما طرح جلالته .

الملك: موقع الأردن الاستراتيجي يمكّننا من العمل كمركز إقليمي للغذاء خصوصا وان "مفهوم الأمن الغذائي والحياة الكريمة التي يمكن أن يوفرها، راسخ في تاريخنا في منطقة الشرق الأوسط" كما قال جلالته.

حديث جلالته في حوار "بورلوغ " ينم عن نظرة قائد عالمي استشرافية ترى المخاطر المحدقة بالعالم والبشرية وتدعوا الى الاستفادة من الدروس من اجل عالم اكثر امانا وازدهارا يكرس جهوده من اجل توفير الدواء والغذاء للانسان يهتم بصحته وحياته يوجه الموارد والامكانيات من اجل البشرية ومن اجل اجيال المستقبل بدلا من توجيهها للتسلح والقتال والقتل والدمار.

[16-10-2020 10:16 PM]