الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عاداتنا الاجتماعية وأزمتنا الاقتصادية - بلال حسن التل

    تحدثت في مقالات سابقة عن ضرورة إصلاح منظومة القيم والمفاهيم, المتعلقة بالعمل والإنتاجية لسد روافد كثيرة من روافد أزمتنا الاقتصادية, وحتى يؤتى ذلك أكله لابد من تصحيح الكثير من مظاهر سلوكنا وعادتنا الاجتماعية, من خلال نبذ كل مظهر من مظاهر الإسراف والتبذير في الطعام والشراب والملبس والمساكن وغيرها, ومنها على سبيل المثال لا الحصر التخفيف من حفلات الزفاف والإكتفاء بحفلة واحدة مقتصرة على الدائرة الضيقة من الأقارب والأصدقاء, لأن حفلات الزفاف المتنوعة والباذخة " الجاهة, خطوبة, الحمام, الحنة, استئجار سيارات فارهة للزفة, قاعات باذخة في الفنادق" ليست جزءاً من عاداتنا الأصيلة, لكنها مظهراً من مظاهر الرياء الاجتماعي, الذي لم يتوقف حتى في ظل جائحة كورونا فقد استمرت نسبة عالية من مجتمعنا تتحايل على أوامر الدفاع لاقامة حفلات الاعراس التي صارت سببا رئيسا من أسباب انتشار الوباء بيننا علاوة على أنها مصدر من مصادر الهدر الاقتصادي, الذي يعمق أزمتنا الاقتصادية, ويجعلها مصدراً للكثير من الأخطار الاجتماعية, كالطلاق والعنوسة, أو السرقة والرشوة لسد الإلتزامات المالية الناجمة عن حفلات كلف الزواج وطقوسه, وكلها دخيلة علينا, ولا تتناسب مع واقعنا الاقتصادي, وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على طقوس المآتم التي يجب أن نعود بها إلى بساطتها.

    وارتباطاً بالسلوك الاجتماعي وطقوس الزواج, لابد من الإشارة إلى أهمية إعادة النظر في نمط السكن, ذلك أن حجم الكثير من مساكننا يفوق أحتياجاتنا الحقيقية بكثير, مما يزيد من مصاريف خدماتها وصيانتها, خاصة في مجال فاتورة الطاقة والمياه, مما يستدعي منا إعادة النظر في نمط مساكننا من حيث المساحة, لتتماشى مع إمكانياتنا الاقتصادية كدولة ومجتمع, بالإضافة إلى أهمية إعادة النظر في حجم الأثاث ونوعيته, خاصة بالنسبة للأسر الحديثة التكوين, وذلك أسوة بالكثير من شعوب العالم المتحضرة, التي تستخدم نصف مساحة السكن والأثاث الذي تستخدمه الأسرة الأردنية المساوية لها بالعدد, مما يوجب على المعماريين في بلدنا إيجاد حلول عصرية للمساكن في بلدنا تراعي ما سبق.

    وارتباطاً بالحديث عن الأسرة والمسكن, فإننا ندعو إلى ضرورة إحياء مفهوم الاقتصاد المنزلي, من خلال إدخال مفهوم ميزانية الأسرة التي يجري بموجبها ترتيب اولويات الانفاق الأسري وفق ميزانية محددة تناسب دخل الأسرة خاصة في مجال فاتورتي المياه والكهرباء ووقف الهدر بهما بالإضافة إلى إحياء مفاهيم وقيم الاقتصاد المنزلي وأولها الامتناع عن شراء الخضار والفواكه في غير موسمها الحقيقي, وكذلك العودة إلى مفهوم "المونة والتخزين", وتصنيع الأغذية "ألبان وأجبان, رب البندورة" وإحياء مفهوم الزراعة المنزلية " الحواكير" لاحتياجات الأسرة من الخضار والفواكه ما أمكن ذلك.





    [15-10-2020 09:39 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع