الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أرقام كورونا الحكومية وحق الانتقاد - د. فاخر دعاس
    دعاس

    لا يملك المواطن الأردني ترف التشكيك بالأرقام التي تقدمها الحكومة يوميًا حول عدد الإصابات والوفيات المتعلقة بفيروس كورونا. ولا خيار أمامنا كمواطنين سوى التعامل مع هذه الأرقام كواقع علينا التعاطي مع هذا المرض وفقها.

    فالحكومة هي الجهة الوحيدة التي تصب عندها كافة البيانات والمعلومات والأرقام المتعلقة بالمرض، ولا يملك أي شخص أو جهة أخرى المعلومات الكاملة حول هذا الملف. بالتالي فإن التشكيك في هذه الأرقام تحت أي ذريعة كانت، سيفتح الباب على مصراعيه لتشكيك مقابل، وسيدخلنا في فوضى التأويلات التي لن تفيد أحدًا ولن تسهم إلا في خلق حالة من الضياع لدى المواطن.

    في المقابل، فإن التسليم بالأرقام الحكومية، لا يمنع من المطالبة بحقنا كمواطنين ومؤسسات مجتمع مدني بمعرفة تفاصيل هذه الأرقام، وتفسيراتها، بالتوازي مع حقنا بانتقاد الممارسات والقرارات الحكومية المتعلقة بملف كورونا.

    على صعيد الأرقام، فإن الحكومة –الجهة الوحيدة التي تملك تفاصيل كافة الأرقام المتعلقة بهذا المرض- مطالبة بأن تقدم لنا تفسيرًا لزيادة الحالات بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وهل كانت "ثغرة جابر" هي من أدخلنا في هذه الدوامة؟ بالتوازي مع ذلك، هل قامت الحكومة بمساءلة ومحاسبة المتسببين بهذه الثغرة إن كانت هي السبب؟!

    كما أن الحكومة مطالبة بوضعنا في صورة واقعنا الصحي وقدرته على استيعاب العدد الكبير من الإصابات: عدد الحالات التي يتم إدخالها إلى المستشفى يوميًا و عدد الذين يدخلون منهم إلى العناية الحثيثة وعدد الحالات اليومية التي تحتاج إلى جهاز تنفس صناعي؟ وفي المقابل ما مدى قدرة المؤسسات الصحية على استيعاب هذه الأعداد؟

    هكذا أرقام ستعمل على نشر الطمأنينة بين المواطنين بالتوازي مع التنبيه لخطورة الوضع وأهمية اتباع التعليمات المتعلقة بإجراءات الوقاية من تباعد اجتماعي وارتداءالكمامة.

    على صعيد متصل، فإن تسليمنا بالأرقام لا يعني تقبلنا لقرارات حكومية تتعلق بمواجهة الوباء، وعلى رأسها قرار الحظر يومي الجمعة والسبت، والذي عجز الخبراء والمختصون عن إيجاد تفسير له. إضافة إلى قرار تعليق الدوام المدرسي والذي لم يكن بناءً على توصية لجنة الأوبئة، بل اجتهادًا حكوميًا لم نجد تفسيرًا مقنعًا لاتخاذه.

    وفي ظل بدء تطبيق البروتوكول الجديد في التعاطي مع إصابات الكورونا، وتطبيق الحجر المنزلي للحالات المصابة وتحمل أعراض خفيفة أو لا تحمل أية أعراض، فإنه مطلوب من الحكومة تقديم إرشادات لهؤلاءالمصابين لن تكلف الحكومة أي جهد، وذلك من خلال إرسال رسالة عبر الواتس أب لهؤلاء المصابين توضح لهم ما عليهم فعله، وتقدم لهم النصائح المتعلقة بنوع الأغذية والأدوية التي ينصح بتناولها، وآليات محددة للتعاطي مع أسرته.
    مواجهة هذا الوباء تتطلب تظافر جهود الجميع، وإشراك المواطن في التصدي له هي أهم خطوة في هذا الشأن، وهذا يتطلب المكاشفة والمصارحة بين المواطن والحكومة وإعادة زرع الثقة التي أسهمت قرارات الحكومة بفقدانها.





    [10-10-2020 07:52 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع