الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مستشفيات خاصة .. الوجه الآخر للهلع من كورونا

    من وصلته نسخة من فاتورة لعلاج مصابي كورونا في مستشفيات خاصة؟ فاتورة تثير الضحك والاستغراب معا. الرقم سياحي وباهظ، وعلاج كورونا مازال مجهولا اردنيا وعالميا، كبرى الدول المتقدمة في العلم والطب والتكنولوجيا..امريكا والصين وروسيا وفرنسا، وبريطانيا لم تقر وتعترف حتى الان بعلاج لكورونا ولم تدرج مشافيها سعرا لكلفة علاج هذا الفايروس اللعين ، ومستشفيات في الاردن تبارك «المولى عز وجل « تصدر فواتير وتعلن تسعيرة وتتقاضى فاتورة بدل علاج لكورونا .
    الخوف اردنيا من كورونا انتج وجوها من سخرية فارطة. اذكر بداية وصول كورونا للاردن. اعلنت جمعية بحثية مغمورة عن اكتشافها للقاح للفايروس. وتصدر الخبر الاعلامي الاردني. وتناوله اعلام عربي واجنبي بسخرية، وبرامج «التك شو « العربية ما خلت ولا بقت عن الدواء الاردني، ولماذا يتستر الاردن بالاعلان عن اللقاح ؟ وسيل من الدعابة الاعلامية الناقدة والساخرة لخبر ما زال محررو اعلام محلي يتعاملون معه بجدية.
    في مسالة بعض المستشفيات الخاصة يبدو انها عقلية السوق : الربح والخسارة، وحياة المواطنين اخر ما قد يفكر به. ادارات مستشفيات تتحدث عن علاج المرضى كانهم ارقام وحواشي في قوائم فواتير قيد التحصيل. عروض على العلاج والدواء ومن لا يلحق ويسجل مبكرا فلن يناله الشفاء، وحتما ينتظر الموت العابث الحتمي.
    فاتورة العلاج «ام الاف «، والاصفار المتسلسلة الثلاثة والاربعة.. من يقوى على دفعها. ومن لا يملك المال لا يلزمه العلاج، فليمت. عبارة ولو يجري خطها على ناصية ومداخل ابواب مستشفيات خاصة بدلا عن صور لعلماء عرب ومسلمين من مؤسسي علم الطب، واقوال لحكماء واطباء كبار كابن سينا وابن الهيثم والرازي وابقراط.
    في معركة كورونا، البعض من القطاع الطبي الخاص يبدو انه بدا الان يفرض شروطه، و من بداية وصول كورونا للاردن، ومن القطاع الخاص من ينأى عن المشاركة ولعب دور المتفرج على معركة صحية طاحنة حامية الوطيس، ووسط امكانات طبية حكومية متواضعة ومحدودة، وغير متكافئة مع
    حجم التحدي الطبي الذي يواجه الاردن سواء في ظل كورونا ودونها.
    فهل بدا الان جني الثمار؟ يبدو ان مستشفيات خاصة ربطت تعاطيها مع ازمة كورونا على اساس تجاري بحت. كم ستجني وتربح من هذا الموسم الفايروسي؟ دخولها الى الحلبة، وكما تابعنا فاتورة العلاج السياحية لفايروس مجهول طبيا وعلميا .
    في ازمة كورونا «قوى ومراكز بزنس «، ومنها في القطاع الطبي كشفت عن انيابها وخلعت كل اقنعة العفة والطهارة ، وتعاملت مع الازمة بكل تداعيها الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والصحي بانها فرصة لتكديس المال والربح والوفر السريع . ومرة اخرى ضرب اثرياء واغنياء وهوامير المال في بلادنا ان المواطن لا يساوي شيئا، وان حياته ووجوده لا قيمة له مقابل ديمومة نفوذه ومصالحه وتكديس وحماية ثرواتهم الجنونية.
    الخوف طبيا يكبر يوما بعد يوم. والادارة الصحية الحكومية لازمة كورونا بحاجة ماسة وشديدة اليوم الى مراجعة، واعادة تقييم ومأسسة حكيمة ورشيدة، والتخلص من الكثير والكثير من القرارات الاعتباطية والعشوائية وغير العلمية والطبية. وتشكيل فرق طبية مختصة على مستوى صناعة القرار والمتابعة الوقائية والارشادية والتوعوية الميدانية، والتقييم اليومي للوباء.
    في الاسابيع الماضية المشهد كان مفزعا بما وصل الصفوف الامامية الطبية من اصابات بكورونا. رقم كورونا اليومي مهول. وسياسة ادارة الوباء صحيا وطبيا كما يبدو ما عادت صالحة.





    [07-10-2020 08:09 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع