الرئيسية 
أحداث رياضية
أحداث اليوم - احمد الملاح - كاتب رياضي
العديد من الأسئلة التي وصلت لي من الأصدقاء خلال الساعات الماضية التي تستفسر عن رأيي بانتقال ، موسى التعمري ، إلى صفوف أود هيفرلي لوفين البلجيكي ، والكثير استغرب هذا الانتقال ولا يجد به الطموح الذي كان ينتظره للاعب .. لذلك أُريد أن أشرح وجهة نظري بهذه الصفقة ..
أتفق أن النادي ليس بذلك الفريق الكبير على مستوى بلجيكا وهو الصاعد حديثاً إلى دوري الدرجة الأولى وليس من المُرشحين للمنافسة على اللقب ، لكن علينا أن نتفق بأن الدوري البلجيكي أقوى بكثير من الدوري القبرصي ومُتابع بشكلٍ أكبر سواء إعلامياً أو جماهيرياً أو حتى من الأندية الأوروبية الأخرى التي ترصد اللاعبين باستمرار في الدوريات المتوسطة مثل البلجيكي.
ولابد من إجراء مُقارنة بسيطة تؤكد الفرق بين الدوري البلجيكي والدوري القبرصي .. تمتلك بلجيكا ٥ مقاعد تأهيلية إلى مسابقتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي في المقابل تمتلك قبرص ٤ مقاعد تأهيلية .. وفي الموسم الحالي ٤ من أصل الفرق الـ ٥ التي لعبت التصفيات الأوروبية تأهلت (نادٍ واحد إلى دوري أبطال أوروبا و٣ فرق إلى الدوري الأوروبي) فيما تأهل فريق واحد من قبرص إلى المنافسة الأوروبية وتحديداً في مسابقة الدوري الأوروبي.
أمر آخر وهو يُهم الجميع لاسيما الصحفيين ووسائل الإعلام .. ستلاحظون التغطية الإعلامية "الإحترافية" للدوري البلجيكي متفوقاً بدرجاتٍ كبيرة عن الدوري القبرصي .. دوري يمتلك موقع إلكتروني "مُحترم جداً" ويرصد إحصائيات تفصيلية لكل لاعب يبحث عنها من هو مُهتم بالتفاصيل - الرابط في التعليق الأول - إلى جانب أن الدوري يُحظى بتغطية تلفزيونية أوسع من نظيره القبرصي وهنالك العديد من القنوات الدولية التي تمتلك حقوق بث الدوري البلجيكي منها قناة الكأس - تبث مباريات نادي يوبين التي تمتلكه أكاديمية أسباير - ومن السهل جداً أن تجد بث عبر الإنترنت على عكس الدوري القبرصي الذي منذ إنتقال "التعمري" لأبويل لم أجد رابط واحد يبث مباريات الدوري التي تبثه فقط القناة المحلية هناك.
من جهة أخرى .. منذ أشهر وأنا أمتلك قناعة بضرورة رحيل "التعمري" هذا الصيف لأسباب كثيرة أهمها بأنه لم يُعد اللاعب الأميز في الفريق كما كان في موسمه الأول والذي حصل خلاله على جائزة أفضل لاعب في الدوري ، كان هنالك تراجع كبير في مستواه وأرقامه التي هي أساس للاعب الجناح وفي هذا الصيف النادي القبرصي قام بشراء عدد كبير من اللاعبين ومنهم من هُم في مركز "موسى" ما يعني أن المنافسة أصبحت أصعب والكفة كانت ستميل لهم على حساب التعمري والذي كان على ما يبدو مُشتت ذهنياً بعد التعاقد مع بعض اللاعبين الذين لا نُفضل أن يكونوا إلى جانبنا !!
لماذا لم يذهب لأولمبياكوس أو الأندية الكبرى ؟
أولاً ليس كُل ما تقوله الصحف أو المواقع الإخبارية هو صحيح .. هنالك العشرات من الأندية التي تحدثت عنها الصحافة وقالت أنها مُهتمة بضم اللاعب الأردني - وأنا شخصياً نشرت هذه الأخبار - منها كان صحيحاً مثل عرض ألميريا وتم رفضه حينها ومنها لم يُكن .. بالنسبة لأولمبياكوس وبحسب المعلومات التي وصلت لي - ليست من اللاعب - هو أن أولمبياكوس لم يمضي بجدية في صفقة التعاقد وكان الأمور كلها تتم شفوياً والعروض غير الرسمية لم تكن مُقنعة على عكس النادي البلجيكي الذي كان على ما يبدو الأكثر جدية وفي الوقت الراهن كان هذا العرض هو الوحيد أمام التعمري فليس أمامه سوى اختياره لاتمام مسيرته.
التعمري يبلغ من العمر ٢٣ عاماً ..مستقبله هو من يُحدده الآن باجتهاده وتأقلمه السريع مع فريقه الجديد ليكون مُجدداً هو اللاعب الأهم بين زملائه وهو ما يتطلب منه أن يُقدم كل ما لديه ويدخل الملعب بنفسية جديدة تماماً كما لعب بموسمه الأول مع أبويل وتألقه سيجلب له عروض أكبر بكل تأكيد سواء في هذا النادي أو أي نادي كان سينتقل إليه .. في النهاية أُريد أن أوضح مُجدداً مسألة مهمة جداً وبالعادة أتعرض للانتقادات من البعض عليها هو أنني مُهتم بالتعمري ومتابعة أخباره بدرجة كبيرة ، أولاً ذلك لأنني - كشخص مهووس بالرياضة وكرة القدم - أُريد أن أُشاهد لاعب كرة قدم من بلدي يلعب في أعلى المستويات والتعمري حالياً هو الوحيد من بين جميع اللاعبين الأردنيين الذي اتخذ خطوات جيدة على هذا الطريق وكمُتابع للكرة لا استمتع بكرة القدم إلا عندما يكون هناك لاعب أو نادي أو منتخب يُمثلني ، ثانياً هذا العمل هو جزء من مهنتي "الصحافة" وهوايتي في الوقت ذاته واهتماماتي رياضية وبطبيعة الحال سأكتب عن الأمور التي تُهم مجتمعي لأنك لن تطلب خبراً يَخص لاعبك أو ناديك أو منتخبك المحلي من صحفي برازيلي !!
