الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    الجزائر تسجل 1110 إصابات بالملاريا
    ارشيفية

    أحداث اليوم - تعيش الجزائر على وقع الاستنفار الصحي في جنوبها، عقب تسجيل 1110 إصابات بالملاريا، في حصيلة مؤقتة توزعت على 5 محافظات حدودية، علما بأنها حصلت قبل 16 شهرا فقط على اعتراف دولي بخلوها من هذا المرض.

    وفي المقابل، نفى خبير -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أي علاقة وبائية أو جغرافية بين داء الملاريا وجائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن الحاملين للملاريا أقل عرضة للإصابة بكورونا، باعتبارهم يخضعون لعلاج "الكلوروكين" الذي له تأثير إيجابي كذلك على محاربة فيروس كوفيد-19.

    وأعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات -في بيان لها- أن الحالات المسجلة للملاريا مستوردة من الدول الحدودية، أو من مواطنين جزائريين تنقلوا إلى تلك المناطق الخارجية.

    وأكد الوزير عبد الرحمن بن بوزيد أنه "لم يتم الإبلاغ عن أي حالة ملاريا محلية من بين الحالات المسجلة مؤخرا في ولايات الجنوب"، معربا عن أسفه لتسجيل حالتيْ وفاة بسبب هذا المرض الاستوائي.

    وأضاف بن بوزيد لوكالة الأنباء الرسمية أن "من المعتاد حدوث مئات من حالات الملاريا كل سنة خلال شهر سبتمبر/أيلول"، لافتا إلى أن الأمطار التي هطلت على الجنوب الجزائري والبلدان المجاورة في المدة الأخيرة شجّعت على انتشار المرض.

    وعن إمكانية زحفه إلى ولايات الشمال، رد الوزير بأن "الخطر صفر".

    طمأنة وخوف

    وحاولت وزارة الصحة تهدئة المواطنين الذين يعيشون أصلا هاجس فيروس "كوفيد-19″، بالتأكيد على اتخاذها كافة إجراءات التكفل وفق المخطط الوطني الوقائي، مع توفّر العلاجات المضادة للملاريا وتدعيم المخزون الحالي تحسبا لأي طارئ.

    غير أن مختصين في قطاع الصحة حذروا من انتقال الملاريا عن طريق البعوض، بفعل الانتشار الواسع للمساحات المائية القذرة في بعض المدن الجزائرية، مثلما أثارت الإصابات المعلن عنها الخوف بين المواطنين، حتى صارت الملاريا تصنع نقاشا جديدا يطغى على وباء كورونا في أحاديثهم اليومية.

    ملاريا مستوردة

    وأوضح البروفيسور محمد يوسفي رئيس مصلحة الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي لمحافظة البليدة، أن إعلان منظمة الصحة العالمية في مايو/أيار 2019 خلو الجزائر من الملاريا يخص "الملاريا المحلية"، حيث لم تسجل فيها أي حالة طوال 3 سنوات بين 2014 إلى 2017، بينما ظلت الملاريا القادمة من الحدود الجنوبية منتشرة سنويا في حدود 700 إلى 800 إصابة، خاصة في الفترة بين أغسطس/أب وأكتوبر/تشرين الأول.

    وأكد يوسفي للجزيرة نت أن الملاريا المحلية لم ترجع أبدا إلى الجزائر، وما هو مسجل مجددا مصدره مالي والنيجر وما جاورها، حيث تعرف المنطقة اندماجا قبليا واجتماعيا يؤدي إلى حركة دخول وخروج يومية عبر حدود البلاد في أقصى الصحراء، فضلا عن تدفق الهجرة السرية وحركة التجارة البينية من طرف الجزائريين.

    في المقابل، اعتبر يوسفي حالات الملاريا في الشمال محدودة جدا، وفسرها بسفر جزائريين نحو مناطق الساحل الأفريقي دون أخذ الاحتياطات الوقائية في فصل الأمطار، حيث تسجل 70% من الإصابات بسبب انتعاش بعوض "أنوفيليس" (Anopheles) الناقل للمرض.

    من جهة أخرى، شدد يوسفي -وهو أيضا رئيس نقابة الأطباء الاختصاصيين- على أن محاربة تفشي الملاريا تنطلق من فصل الربيع عن طريق مصالح البيئة والجماعات المحلية، بالتخلص من البرك الآسنة والمستنقعات التي تشكل بؤرا خصبة لتبويض البعوض.

    وأضاف أن السلطات الجزائرية تجندت مسبقا لمخاطر انتشار الملاريا، مؤكدا أن محافظة تمنراست (على حدود مالي) تضم مركزا متقدما ومرجعيا لمتابعة الأمراض المعدية، مما يجعل مكافحة الداء سهلة في تقديره، كونه مرتبطا بالأشخاص الوافدين وليس محلي المصدر.

    تأثير كورونا

    من جهة أخرى، نفى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفى خياطي، أي علاقة وبائية أو جغرافية بين داء الملاريا الطفيلي الأصل وجائحة كورونا الفيروسية المنشأ.

    وأكد خياطي للجزيرة نت أن الحاملين للملاريا أقل عرضة للإصابة بكورونا، باعتبارهم يخضعون لعلاج "الكلوروكين" الذي له تأثير إيجابي كذلك على محاربة فيروس كوفيد-19.

    وأضاف أن الملاحظات الطبية المتأتية من أفريقيا تؤكد أن حاملي الملاريا غير الخاضعين لعلاج "الكلوروكين" تكون المضاعفات لديهم طفيفة عند إصابتهم بكورونا، إلا في حال نقص المناعة أو وجود أمراض أخرى مع تقدم العمر.

    "الفالسيباروم" فتاك

    وعن احتمالات تطور الداء وتوسع رقعة انتشاره، أجاب خياطي أن الأرقام المسجلة في الجزائر ارتفعت خلال 2020 بالمقارنة بعام 2017، حيث كانت 450 حالة فقط، لكنها تمثل حصيلة شاملة منذ بداية السنة لمصابين يخضعون حاليا للعلاج بصفة عادية دون قلق.

    غير أن خياطي نبّه إلى أن الحالات الجديدة سببها نوع خاص من الملاريا يعدّ من الأنواع الأكثر فتكا، وهو "الفالسيباروم" (P. falciparum)، في وقت كانت فيه الجزائر تعرف سابقا نوع "الفيفاكس" (P. vivax) الذي هو أقل خطورة، حيث يؤدي الصنف الأول إلى متاعب صحية تصل أحيانا إلى دخول قسم الإنعاش.

    وقال إن تزكية منظمة العالمية للصحة للجزائر كثاني بلد في أفريقيا -بعد جزر موريس- تخلو من مستوطنات الملاريا، لا يمنع ضرورة الترتيبات الوقائية في المستقبل، للحيلولة دون رجوع هذا المرض، مشددا على تجفيف شروط تكاثر بعوض "الأنوفيليس"، وهي المياه القذرة والراكدة لأسابيع وشهور في فصلي الربيع والصيف.





    [03-10-2020 09:16 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع