الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    التعلم عن بعد .. بين نجاح التجربة وضمان استمرارية التعليم
    طلاب في الغرف الصفية - تصوير: أحمد حمدان

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - في الوقت الذي اتخذت فيه وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي قرارا بتمديد التعلم عن بعد في المدارس أسبوعين إضافيين اعتبارا من الأحد المقبل، واعتماد التعليم الإلكتروني للمواد النظرية الإجبارية والاختيارية بالجامعات، يبدو أن القرار لم يلقى استحسان الأهالي والطلاب.

    ورفض ذوو الطلاب استمرار هذه الآلية، في ظل عدم نجاح التجربة السابقة للتعلم عن بعد وصعوبتها بالنسبة للأهالي والطلاب وكلفتها الباهظة من الوقت والجهد والإمكانيات المادية لها.

    وقالوا لـ"أحداث اليوم"، إن المنصات الإلكترونية للتعلم "مرهقة"، ولا تلقى قبولا من الطلبة الذين يفضلون التعليم التقليدي في المدارس، لما يحققه من تفاعلية أكبر، عدا عن كونه وجاهيا.

    فيما أبدى طلاب جامعات مخاوفهم من تأثرهم بالتعليم عن بعد وعدم نجاحه، الأمر الذي دفع بعضهم إلى سحب المواد المسجلة للفصل الدراسي الأول.

    وطالبوا باستحداث آليات جديدة لجعل التعليم إما بالجامعات وبطرق تحافظ على سلاماتهم أو جعله كاملا عن بعد، وليس تقديم الاختيارات في الجامعات، بحسب قرارات التعليم العالي الأخيرة.

    ويرى خبراء أن الأردن كان أمام خيارات وبدائل قليلة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، وتأثر المجتمعات فيه، بما فيها التعليم الأساسي والجامعي.

    من جهته أكد وزير التربية والتعليم السابق وليد المعاني أن استمرار التعليم في المدارس والجامعات في ظل الوضع الوبائي الحالي ضرورة وطنية.

    وقال المعاني لـ"أحداث اليوم"، إن البديل ليس صحيحا ولا عادلا بنسبة 100% ولكنه يبقى أفضل خيار متاح حاليا، عدا عن كون العديد من المواد النظرية متاحة للتعلم عن بعد.

    وأضاف أن التربية مددت التعلم عن بعد أسبوعين في محاولة منها لمراقبة المشهد، وفي حال تحسنه يمكن العودة التدريجية للمدارس إلا أن الوضع الحالي لا يبتشر بالهدوء في نسبة انتشار العدوى.

    وبيّن المعاني أن هناك مشاكل تواجه العائلات منها عدم قدرتهم على توفير الإمكانيات من إنترنت وأجهزة ذكية كافية، وخاصة للعائلات التي لديها أكثر من طالب في المدارس، ولكن استمرار التعليم أفضل من الإغلاق.

    وأشار الوزير السابق إلى أنه يجب التكيف مع الوضع الحالي مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية بشكل أكبر للسيطرة على الوباء والعودة مجددا للمدارس.

    بدوره أوضح الخبير التربوي ذوقان عبيدات أن خيارات الأردن والعالم اليوم محدودة، والتعلم عن بعد هو أفضل حل في الوقت الراهن.

    وقال عبيدات لـ"أحداث اليوم"، إن استمرار العملية التعليمية والتربوية يجب أن تستمر وأن لا تتوقف تحت أي ظرف، مضيفا أن الخبرة اليوم أفضل عكس الانطباع الذي عرف عن التجربة أول مرة لعدم امتلاك الوزارة لها.

    وتابع أن التعليم في المدارس مكلف إذ يكلف الطالب سنويا نحو ألف دينار، عدا عن تكاليف إنشاء وصيانة المدارس التي تصل إلى 3-5 مليون لبناء المدرسة الواحدة.

    ولفت إلى أنه يمكن شراء آلاف الأجهزة للوحية الذكية والحواسيب، ومنحها للطلاب الذين ليس لديهم الإمكانيات للتعلم عن بعد واستردادها لاحقا، وهذا ما عملت عليه الحكومة لتوفير 300 ألف جهاز، وربما يمكن توفير أجهزة أكثر.

    وحول قرار التعليم عن بعد في الجامعات أبدى عبيدات تأييده لذلك كون العديد من المواد نظرية وخاصة المواد المشتركة والاختيارية، إلى جانب أن التفاعل يكون أكبر في التعليم الإلكتروني مما هو في الجامعات أي عن قرب.
    ودعا إلى إعادة النظر بآلية عقد الامتحانات في الجامعات واعتمادها عن بعد كون العملية يجب أن تكون كاملة بالجامعات أو عن بعد لتحقيق العدالة، وعدم النظر إلى الامتحانات كأدوات للتقييم بل إلى كونها أداة لتطوير برامج التعليم.

    ويرى الخبير التربوي حسام عواد أن التعليم عن بعد لا يغني عن التعليم في المدارس والجامعات، ويجب استغلال فترة الإغلاقات لتطوير المدارس استعدادا للعودة.

    وقال عواد لـ"أحداث اليوم"، إنه يجب تجهيز المدارس لاستقبال الطلاب وفق البروتوكول الصحي لضمان عدم تسجيل إصابات جديدة والعودة للإغلاق مرة أخرى.

    وشدد على ضرورة أن تكون القرارات الجديدة لفترة محددة ولا أن تكون على مدار الفصل الدراسي، وعلى الطلاب في المدارس والجامعات أن يتكيفوا مع الوضع الحالي ومراعاة الوضع الصحي.

    ودعا عواد إلى ضرورة تطبيق حالة من الانضباط المرن في المدارس، والاستمرار بنظام التناوب وتقسيم الغرف الصفية، وتصنيف المواد إلى مواد تعلم عن بعد وتعلم وجاهي في المدرسة، وبهذا نضمن التعرض بنسب أقل للفيروس.

    ولا يتفق عواد مع ما ذهب إليه عبيدات حول تقديم الامتحانات الجامعية عن بعد، مضيفا أن هناك حالات من الطلاب لجأوا للغش والدليل على ذلك ارتفاع العلامات الفصل الماضي.

    ويبلغ عدد الطلبة الجامعيين المسجلين في الجامعات الأردنية الخاصة والحكومية للعام الجامعي الحالي (2019-2020) نحو 326910 طلاب، بحسب إحصائيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما يبلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة نحو مليوني طالب وطالب للعام الحالي (2019-2020) بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم.

    وقررت وزارة التربية والتعليم، الأربعاء، استمرار إغلاق المدارس أسبوعين إضافيين اعتبارا من الأحد المقبل، كما قررت وزارة التعليم العالي اعتماد تدريس جميع متطلبات الجامعة والكلية الإجبارية والاختيارية للطلاب عن بُعد، وتدريس المساقات التي تحتاج مختبرات أو مشاغل أو تطبيقات عملية أو بدنية في الحرم الجامعي مع اتخاذ إجراءات شروط الصحة والسلامة العامة.

    وسجل الأردن الأربعاء، 1776 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع مجموع الإصابات الإجمالي منذ بدء الجائحة إلى 10049 حالة، وفق أرقام وزارة الصحة.





    [30-09-2020 11:31 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع