ياسر شطناوي - دون سابق انذار تقفز عمّان لتكون بالصف الأول في "اجتماعات وقمم النفط والطاقة" بالتزامن مع ذروة التوترات التي تحوف "ملف المتوسط مؤخراً" بين تركيا واليونان، وفرنسا التي تزاحم لتجد مكاناً لها في عرض "بحر الغاز".

مسالة يحدوها الجدل، ومنها الكثير من الإستنباط والتحليل حول وجود عمّان في "هذا الشوو" بالرغم أن الأردن غير مُنتج لا للنفط ولا للغاز، ولا يحتوي باطن الأرض فيه على ما يكفي لإضاءة مدينة واحدة - هذا طبعاً حسب رواية الحكومات التي سمعناها عبر السنوات-

اسقاط سياسي أكثر مما هو عليه يمكن الإنطلاق منه، بان عمّان "وأن كانت توجست" وشعرت ببعض العزلة من أطراف التطبيع "بعد أن حلّقت طائرات الإصدقاء الإستراتيجيين فوق عمّان صوب الاراضي المحتله دون تشاور"، الا أن ذلك "لا يعني أن المملكة رجعت للمقعد الخلفي في حوارات المنطقة" واشارة واضحة أنه لا يمكن تجاوز الأردن بهذا الصدد، للكثير من الاعتبارات أهمها الجغرافيا.

هذا الإسقاط يتوزان تماماً مع جولات النشط وزير الخارجية أيمن الصفدي، بان بتراس اليوم الخميس "وفي قلب العاصمة عمان" اجتماعاً يضم مصر وفرنسا وألمانيا وممثل الإتحاد الأوروبي لبحث سبل دعم العملية السلمية في الشرق الأوسط باتجاه التوصل لسلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.

اذا الرسالة واضحة .. عمّان تريد القول إنها موجودة وأساس وجودها "ينطلق من البعد الجيوسياسي وقدرتها على الإشتباك والتسديد اذا لزم الأمر" في أي ملف يخص المنطقة، خاصة الملف الفلسطيني، وما يشهده من منعطف ومخطط خطير "من المتوقع ان يكتمل وياخذ المباركة من ترامب قبل نهاية العام".

هذا النشاط وفي هذا الوقت يحتاج للحذر والكثير من القدرات على المناورة السياسية حتى «لا يتصادم افقياً او عمودياً مع دول اعتبرتها عمان عمقاً لها» إلى جانب أنها داعم قديم للمملكة خلال السنوات الماضية.

نثق بقدرة الأردن على النجاح بملف الخارجية، ونساوم على ثقافة المناورين وامكاناتهم في "جعل المملكة مقدّمة دون غيرها على طاولات السياسيين" لبحث وحل أي مشكلة في منطقتها، انطلاقاً من العلاقات العميقة التي تم بناؤها مع دول العالم اولأ، ولاهمية ومحورية وحساسية البعد الجغرافي الخاص بالأردن ثانياً.

[24-09-2020 08:18 AM]