الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    لماذا ذهب الملك الى فرنسا ؟
    الملك وماكرون

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - لا أجد أي ضير بأن يكون للأردن "حصة" من مشروع الشام الجديد وما سيتبعه من مشاريع في منطقتنا حتى وان كانت "تحت العباءة الفرنسية" بعد "نكوص الامريكان" مؤخراً في دورهم وتحركهم بالمنطقة على إثر تاجيل قرار الضم وتنفيذ صفقة القرن .

    وما الذي يمنع بذلك أن يكون الأردن مركزاً اقليمياً واستراتيجياً في المنطقة، "ومزود هام ورئيس" لكل لوجستيات البنى الاقتصادية التي سوف تقام، والتي سيكون فيها العراق ومصر ولبنان مروراً بالأردن شركاء .. وربما سوريا في وقت لاحق ؟ 

    بغض النظر عن مدى فتور العلاقات الأردنية الأمريكية مؤخراً، ومحاولة البيت الأبيض من خلال «فتى الصفقات» جاريد كوشنر تهميش الدور الأردني بمساعيه حول ما يسمى حلول السلام للقضية الفلسطينية ، والرد الأردني "الرافض سلفاً لصفقة القرن" وما جاء فيها من بنود، فأن «جغرافيا الأردن» تفرض على كل من يُحرك أي مشاريع في المنطقة أن يعود لعمان ويشركها بالأمر.

    فرنسا ومن خلال رئيس الاليزيه إيمانويل ماكرون يدرك ذلك تماماً ويستغل تراجع الدور الأمريكي هذه الايام «ويرمي باوراقه» لغايات ومساعٍ سياسية واقتصادية تنطلق من لبنان مروراً بالأردن نحو العراق ومصر وسوريا لاحقاً، وخير دليل على ذلك زيارة الرجل مرتين لبيروت ومره للعراق في أقل من شهر، حاملاً معه حزمة مشاريع اقتصادية وسياسية.

    يدرك ماكرون - وهو الذي أصبح الآن صاحب الراي إلى جانب المستشارة انجيلا ميركل في الإتحاد الأوروبي بعد «اتفاق بريسكت» أن مشروعه في المنطقة لن يتحقق بدون «اجراء توازنات سياسية واقتصادية» سواء في لبنان من خلال تشكيل «حكومة تيارات توازن بين قوى الاحزاب» على اختلافها واجراء انتخابات قريباً في ظل وجود مصطفى اديب الرجل المكلف برئاسة الحكومة بعد انفجار المرفأ، وفي العراق من خلال تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية والقضاء على الفساد والإرهاب بوجود حكومة الكاظمي.

    فرنسا تدرك تماماً دور الأردن الهام والأساسي في تطبيق "اجندة المشروع الجديد" فكانت زيارة الملك لباريس الآن لوضع اللمسات الأخيرة، قبيل زيارة ماكرون الثالثة للمنطقة والمقرر أن تتم قبل نهاية العام وفقا للتسريبات.

    لا شك أن لقاء الملك ماكرون مهم جداً وحساس، وربما قد يغضب البعض....، خاصة بعد محاولة «دول الإعتدال العربي» جر العراق مسافة أبعد عن طهران وتركيا، ناهيك عن الارهاصات والمشاحنات التي تحدث بماء المتوسط.

    ما يهمنا أن تنعكس هذه الزيارة ايجابياً على ملفات المنطقة "وتحلحل بعض مشاكلها" وتسهم في النهوض بها، دون أي حاجة «للمسة ترامب» او صهره كوشنر في المستقبل.





    [09-09-2020 08:21 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع