الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عباقرة الأضراس المكسورة

    قصة قصيرة بعنوان (السن المكسورة) قرأتها قبل عقود لكاتب نسيت اسمه، وقد قمت بتحريرها بالعربية عن نصها المترجم للدكتور حسين جمعة. ونشرتها في كتابي الساخر الأول (شغب)... اقصد إني ألبستها لباسا ساخرا عربيا، حيث أنها تتحدث عن واقعنا العربي خص نص.
    تتحدث القصة عن طفل شقي، اشتهر في قريته بتكسير زجاج البيوت بالمقليعة وتدمير الأشجار والممتلكات حتى سئمت منه القرية.
    في واحدة من شقاواته وقع الطفل على حنكه فانكسر أحد أضراسه. فقام الطفل بإدخال لسانه في الفراغ الذي أحدثه خروج الضرس، فأعجبته اللعبة وصار طوال وقته يلهو بتحريك لسانه مكان فراغ الضرس المكسور.
    توقف الطفل عن الشقاوة وعن الكلام وعن الحركة وصار ينهمك في تحريك لسانه مكان السن.
    صار الأولاد يضربونه فلا يرد عليهم لأنه منهمك. لم يعد يقرأ ولا يكتب ولا يتكلم .... اعتقدت الأم بان الطفل مريض فأخذته إلى طبيب القرية، الذي نظر في حالته وفحصه سريريا ومخبريا فبم يجد به علة. ولما عجز أمام حالته قال للأم بأن طفلها عبقري وأن هذا الصمت من سمات العباقرة الذين يمعنون في التفكير.
    ابتهجت الأم وعادت إلى البيت فرحة وذبحت عدة دجاجات ونشرت الخبر في القرية. فرحت القرية لأن ابنها عبقري فنشرت الخبر في القرى الأخرى وأولمت له. وفي أول انتخابات تم انتخابه بالإجماع رئيسا للبلدية .... لم يكن الولد يفعل شيئا سوى اللعب بلسانه مكان فراغ الضرس.
    وفي الانتخابات النيابية تم انتخابه ممثلا عن دائرته الانتخابية وفي البرلمان تم انتخابه رئيسا للبرلمان.
    وفي الدورة التالية صار وزيرا .... ولم يكن الرجل يفعل أو يتكلم شيئا سوى تحريك لسانه مكان السن المكسورة.
    وتلولحي يا دالية





    [01-09-2020 03:28 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع